الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

الأكبر أكثر خطراً

قبل ما يزيد عن 20 عاماً، قرأت مقالاً في صحيفة محلية لكاتب ينتقد سرعة وقوة السيارات الحديثة في ذلك الوقت، وكان يرى ضرورة وضع حدٍّ للسرعة والقوة، وكان لي رأي مختلف وقتها، فقد رأيت أن السيارة مجرد أداة والسائق هو المسؤول عن حسن أو سوء استخدامها، والآن أجدني أوافق ذلك الكاتب وأكرر أهمية أن يكون هناك حد لقوة وسرعة السيارة، بالإضافة إلى وزنها وحجمها.

ما دفعني للكتابة عن ذلك هو نقاش قصير قرأته في تويتر لمن ينتقد حجم السيارات الكبيرة، وقد وضع صورة لواحدة من نوع «بيك أب» أو نصف نقل وبعضها يصنف على أنه شاحنه لحجمها الكبير، فردَّ عليه البعض بأن السائق هو المسؤول والسيارة مجرد أداة محايدة، وهذا فيه شيء من المنطق لكنه ينسى أمراً مهماً.

طبيعة السيارة نفسها تحدد ما إذا كانت ستشكل خطراً أكبر أم لا، فالسيارات الكبيرة والثقيلة تشكل خطراً أكبر على الجميع مقارنة بسيارة صغيرة، ولأن شركات السيارات زادت أحجام السيارات بمرور السنين وروَّجت للسيارات الرياضية متعددة الأغراض (SUV)، وجد البعض أن شراء سيارة صغيرة سيكون خياراً غير آمن عندما يضطر لمشاركة الطريق مع سيارات كبيرة، لذلك اتجه البعض لسيارات أكبر لأنها تعطيهم حساً بالأمان.

المشكلة كما ذكرت، أن الحجم والوزن يشكلان خطراً على الجميع، من المشاة وراكبي الدراجات الهوائية إلى السيارات الصغيرة، ففي الولايات المتحدة زاد عدد وفيات حوادث الدهس، وفي تقرير حكومي ذكر أن من بين الأسباب المهمة هو ارتفاع عدد السيارات الرياضية متعددة الأغراض، إذ لا يمكن تجاهل الفيزياء.. الأكبر أكثر خطراً.