الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

الصيام.. ومواجهة كورونا



لجائحة كورونا تداعياتها النفسية على كل المجتمعات، وهناك صورة وبائية قاتمة ومخيفة، بعد النسخ المتحوّرة الجديدة من الفيروس، والتفاوت في توزيع الجرعات بين الدول الغنية والفقيرة، الأمر الذي قد يحول دون تشكل مناعة جماعية.

وأمامنا جميعاً فرصة ذهبية لتحقيق التعافي النفسي من تلك الأخبار المقلقة أو فقدان حبيب أو الخوف تبعات المرض، وذلك بالتقرب إلى الله بالعبادات في هذا الشهر الفضيل، وهو من الأمور الإيجابية التي تنعكس علي الصحة النفسية للجميع.

المضمون من الصوم هو صناعة الإنسان السعيد القوي الصالح، القادر على إصلاح النفوس، وتنقية السرائر والضمائر، وتغير الأحوال من السيئ إلى الأحسن، وهذه التربية الربانية العملية لا يرقى إليها أي برنامج طبي أو علاج نفسي، فهي نابعة من الشعور بأنّ الامتثال والصبر للأقدار عبادة، ما يضفي حصانة نفسية من الحزن، وتأمين الشعور بالهدوء.

والمطلوب من المسلم هو ضرورة التحلي بالمرونة النفسية، أي القدرة على التعافي بالتحمل والصبر من التداعيات المؤلمة، رغبة بالأجر والثواب، وبهذا يجعلنا الصيام نتعافى من آثار الجائحة السلبية والنفسية، واستعادة التوازن النفسي، بالنفحات الإيمانية والأجواء الروحانية، وغاياته العظيمة، ويحدّ من بعض الأمراض كالاكتئاب والإحباط والقلق، لما للصيام من روحانيات يساعد على إفراز هرمون السعادة، ما يبعث على الطمأنينة والاستقرار النفسي، ويرقى بالصائم إلى قمة الشعور بالرضا، ويبعده عن الخوف والتوتر.

كما أن الصوم سمي صبراً ورمضان سمي شهر الصبر، وذلك لأن الصبر لا يتجلى في شيء من العبادات، كما يتجلى في الصوم، وكذلك لأن صوم شهر رمضان قد جمع أنواع الصبر الثلاثة: الصبر على الطاعة والصبر على المعصية، والصبر على أقدار الله عز وجل.