الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

ميركاتو الصيف

نأمل أن تستفيد أنديتنا من أخطائها السابقة والتي تكرر في كل مرة خلال فترات الانتقالات سواء الصيفية أو الشتوية، بعقد صفقات للاعبين أجانب ومدربين دون التأكد بشكل كامل من مدى نجاحهم، وذلك بصورة عشوائية لا تمت للاحترافية بصلة، وبعيدة كل البعد عن الإدارة السليمة لكرة القدم، وهي أخطاء تتكرر لدينا بشكل مستمر ومؤسف.

تعد المسابقات الخليجية سوقاً هاماً لوكلاء اللاعبين والسماسرة حول مختلف أرجاء العالم، لأنهم يعلمون أن أسرع وسيلة للحصول على مبلغ مادي عالٍ وبطريقة سهلة، هو نقل لاعب أو مدرب إلى المنطقة، لأن الأندية تتعاقد بصورة عشوائية وتبرم الصفقات بشكل غريب، وترفع من قيمة اللاعبين والمدربين بدرجة هيستيرية، لذلك تجد كل من يريد أن ينهي مسيرته يتجه إلى منطقتنا من أجل تأمين أكبر مبلغ مادي، ويعلم تماماً أن العقد سيفسخ في أسرع وقت ممكن، وسيحصل على قيمة الفسخ بصورة سريعة، لذلك تجد الوكلاء يفضلون إبرام العقود الطويلة.

ربما نجح الدوري السعودي في التخلص من هذه المشكلة نوعاً ما، بعد الأسلوب الذي اتبعته وزارة الرياضة، ومنعها للأندية التي لديها ديون من إبرام الصفقات في سوق الانتقالات، وهو الأمر الذي جعل بعض الفرق لا تتعاقد مع أي لاعبين سواء محليين أو أجانب في الانتقالات الشتوية الماضية، كما أن هناك فرقاً واصلت منافسات بعدد أقل بالنسبة للاعبين المحترفين، وأرى أن النهج الذي اتُبع كان صحيحاً، وساهم بشكل كبير في نقل الدوري إلى آفاق أوسع، وجعل الأندية تتأكد ألف مرة من مدى نجاح اللاعب وكفاءته وكذلك المدرب قبل التعاقد معه.

نأمل أن ينعكس هذا الشيء على أنديتنا، وأن تعرف كيفية الاستفادة من المبالغ التي لديها، لا أقصد هنا أن يتم تقليل الصرف على مستوى المحترفين والمدربين، بل الهدف هو أن يتم دفع المبالغ في الصفقة الصحيحة، وأن يتم ضمان الاستمرارية والنجاح، ما يساهم أيضاً في رفع مستوى المسابقات لدينا، لأننا ولفترة طويلة افتقدنا اللاعبين الأجانب المميزين، ما عدا البعض منهم والذي ما زال يتألق حتى الآن، وتحتفظ بهم الأندية.