الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

السلوكيَّات الروحانيَّة.. والتوازن

أن يشعر الإنسان بتحسن أخلاقي من خلال البحث في الأدبيات المتعلقة بالنورانية، والعمق الروحي للإنسان بما في ذلك الانغماس في المعرفة الكونيّة، فيما يعرف بعلم «خاصَّة الخاصَّة»، والبعد التنموي الصحي، ببنية متعددة الأبعاد من الرفاه الروحي، بناءً على مفاهيم مثل اتجاهات الحياة الأساسية والمراحل العاطفية، والشخصية الاجتماعية تتغير بالمعايير العقلية الإيجابية، ومفهوم تحقيق الذات، هي الأشياء التي يجسدها هذا الشهر الكريم.

إن الخصوصيّة والمَيزة التي يتفاعل من خلالها الناس في شهر رمضان هي تلك التركيبة التي تشكل الإنسان، والتي تجمع المادة بالروح، والمحملة بالمشاعر والأفكار ذات التعقيدات التي تبحث عن ترتيب مع الفوضى التي تفجر الكيان بكل تفاصيلها الحسية والعقلية، الأمر الذي يتطلب بناء ثقافة الصحة الروحية بمنظور ونهج عريضين.

تتبلور العلاقة بين الروحانية والسلوك المرتبط بالصحة والرفاه النفسي الشخصي بشكل فعال وتدريجيًا لتصل إلى أعلى مستوياتها، مع العد التنازلي لنهاية هذه الأيام المقدسة، حيث تشير الدراسات إلى وجود علاقة إيجابية بين السلوك الروحي والصحي والسلوك الشخصي، والرفاهية الذاتية في لحظات التجليات، لكن الطبيعة الدقيقة لهذه العلاقات بين كل هذه التوليفات محدودة.


في هذا السياق، تُظهر الأبحاث أن العلاقات بين الروحانيات والسلوكيات المتعلقة بالصحة والرفاهية النفسية في سياق علوم النوارنية، والتي قد تُسْهِم نتائجها في فهم أفضل لبعض المحددات المهمة للسكون النفسي للإنسان، فهي تحمل تداعيات مهمة على الأشخاص المتعلقة بسلوك أسلوب حياة صحي، مع التطور الروحي، الذي يكون حاضراً في شهر رمضان ما يحقق عافية نفسيَّة.


بشكل عام، غالبًا ما تتم مناقشة البعد الروحي للرفاهية، ويتم تعريف هذا البناء على أنه إحساس بالارتباط بالآخرين، والشعور بالحياة، والعلاقة مع قوة متسامية، خاصة في مثل هذه الأيام المقدسة، حيث من منظور شامل، صحي يتجاوز الرفاه البيولوجي والنفسي، ويحتوي على مكونات اجتماعية راسخة في البعد الأخلاقي والروحي والعلاقات الإنسانية.

إن تقدير قيمة الصحة والرفاهية أمر أساسي في بناء ثقافة الصحة في أوقات رمضان، وما يساعد على الوصول إلى هذا الوعي هو إحساس أقوى بالمجتمع والمشاركة والتغيير في عقلية الأفراد كقيمة مجتمعية طبيعية، يتفهم قيمة الصحة الجيدة للجميع، حيث يتفق العديد من الناس ويفهمون الدليل على كيفية تأثير الثقة والاستفادة من الفرص الطبيعية للتحدث عن الأولويات المتعلقة بالأسرة.

بدون هذا التكامل وهذه التسوية، يمكن أن تحدث الجهود المبذولة لمعالجة الصحة الروحية والرفاهية في صوامع منفصلة عن بعضها البعض، ما يعيق هذا التكامل.