بالتأكيد نحن أمام يوم استثنائي وحدث استثنائي بعد غدٍ الثلاثاء مع إقامة مباريات الجولة الـ26 والأخيرة لدوري الخليج العربي للمحترفين، بعد أن أحيلت الأمور لهذه الجولة لحسم لقب بطولة الدوري بين الجزيرة من ناحية في مباراته مع خورفكان، وبني ياس من ناحية أخرى في مباراته مع الوحدة، وكذلك تحديد البطاقة الثانية الخاصة بالفريق الهابط مع فريق حتا إلى الدرجة الأولى بين عجمان والفجيرة في مباراتهما بنفس اليوم، إذا ما رفضت رابطة المحترفين مطلب عجمان بتأجيل المباراة لما بعد إقامة المباراة المؤجلة بين الفجيرة والوحدة.
لا أعتقد أن تاريخ دوري كرة القدم الإماراتي قد شهد مثل هذه الحالة وبكل تفاصيلها بانتظار صافرة الحكم في نهاية مباريات الجولة الأخيرة، للتعرف على البطل والهابطين وفك شفرة الفرق المؤهلة لدوري أبطال آسيا، ولكن هذا يعني فعلاً أن الموسم كان مثيراً للغاية وعامراً بالتقلبات، وخاصة بظهور فريق بني ياس منافساً وحيداً للجزيرة، على لائحة الصدارة بالجولات الأخيرة، والانهيار الغريب لفرق كبرى مرشحة مثل الشارقة حامل اللقب المتراجع للمركز الثالث، والزعيم العيناوي المتقهقر بغرابة للمركز السادس، الذي يمكن أن يخسره أمام الوحدة المحير ويهبط للمركز السابع، أو شباب الأهلي الرابع، والنصر الخامس، وكلاهما كان مرشحاً في بعض المراحل.
الجولة قبل الأخيرة شهدت إرهاصات تصاعد التحدي الكبير بين فريقي القمة، فبعد أن غاب التوفيق عن الجزيرة بالتعادل مع عجمان المستأسد، عاد بقوة لينتزع التفوق والنقاط الثلاث أمام العين، أما بني ياس فقد عوض عن فشله في الفوز بنقاط شباب الأهلي، بتحقيق فوز اكتساحي بالخمسة على الظفرة بعقر داره، والجزيرة لا يزال المرشح الأول بفوزه المتوقع على خورفكان، الذي سيأمل في خدمة منه إذا ما فاز على الوحدة.
واختلفت الأمور نسبياً مع المرشحين للهبوط، مع حتا، فقد تعادل الفجيرة مع خورفكان، وفشل في استثمار تعثر عجمان أمام الشارقة، ويحسم معركة الهبوط بينهما فوز أي فريق على الآخر في تحدي الهابطين، أما التعادل فسيؤجل الصراع حتى مباراة الوحدة وتوابعها.