الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

أمثولة الفيل.. الحقيقة الكاملة

الناس يرون الحقيقة كلٌّ من زاويته، وكل شخص لديه قناعة بأنه يملك التصور التام للحقيقة كاملة، بينما الآخرون ليسوا على صواب، فيتعصب الناس لما في أذهانهم من تصورات أو أفكار عن الحقيقة، والسبب أنهم لم يحيطوا بالحقيقة من كافة جوانبها، وقد جسد أفلاطون هذا المعنى من خلال أمثولة شهيرة له.

تتحدث الأمثولة عن 6 فاقدي بصر، سمعوا أن فيلاً كبيراً سوف يُؤتى به إلى بلدتهم في أحد الاحتفالات، فذهبوا للحاكم وطلبوا أن يسمح لهم بلمس الفيل الذي طالما سمعوا عنه وعن ضخامته، فوافق، وبالفعل في يوم الاحتفال أحاط العميان الستة بالفيل، ولمس كلٌّ منهم الفيل في المكان الذي وصلته يديه، وعندما أخذوا بوصفه، قال الأول إن الفيل أقرب للحبل، فاعترض الثاني وأكد أن الفيل أقرب للحائط، بينما اختلف عنهم الثالث وشبه الفيل بالخنجر الكبير، في حين تهكم الرابع من وصفهم واعتبره هراءً، وأصر على وصفه بثعبان بدين، أما الخامس فضحك منهم جميعاً، وبكل ثقة وصف الفيل بمروحة مصنوعة من الجلد، فعجب السادس وشك بأن رفاقه لمسوا شيئاً آخر سوى الفيل، فهو كما يرى أنه أقرب لجذع شجرة.

سخر جميع الحاضرين في الحفل مما سمعوه، لكن الحاكم، وكان حكيماً، أمرهم بالتوقف عن الضحك، وقال: كلٌّ منهم كان صادقاً حسب الجزء الذي لمسه، فالأول لمس ذيله والثاني لمس جسمه، والثالث لمس الناب، والرابع لمس الخرطوم، والخامس وصلت يده لأذن الفيل، والأخير لمس الساق، وبذلك فقد أصاب كلٌّ منهم جزءاً من الحقيقة، لكن الجزء ليس هو الحقيقة الكاملة.