الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

أبطال على مقاعد المتفرجين

بعد ليلة استثنائية شهدت تتويج بطل دوري الخليج العربي واقتراب موعد ختام موسم سيبقى في الذاكرة، تستعد الغالبية العظمى من إدارات الأندية لإغلاق الملفات تمهيداً لحفضها في الأدراج، بدلاً من أن تتوقف عند الأخطاء وتعمل على تقويمها تفادياً لتكرارها، وكأن ما حدث من إخفاقات وما ترتب عليه من استنزاف لموارد النادي، سواء المالية أو الإدارية والفنية مسالة اعتيادية تحدث في كل موسم، وبالتالي لا داعي للوقوف عندها وإضاعة الوقت معها، ومثل تلك الإدارات نجدها تتسابق لإغلاق الملفات استعداداً للبيات الصيفي، أما مسألة أخطاء وسلبيات الموسم فإنها تمثل آخر اهتماماتها.

محصلة دوري الخليج العربي كانت مثالية بالنسبة لبعض الأندية وكانت جيدة للبعض الآخر، بينما كانت كارثية لعدد ليس بقليل من كبار دورينا، المثالية كانت حاضرة عند الأندية التي عرفت طريق المنافسة والوصول لمنصات التتويج، والوضع نفسه ينطبق على الأندية التي نجحت في تحقيق أهدافها المرحلية بالبقاء في الأضواء على سبيل المثال، ولكن المحصلة النهائية بالنسبة للغالبية العظمى من الأندية كانت صادمة للجماهير، خاصة بعد أن انتهى المطاف ببعضها بالهبوط للمظاليم، في الوقت الذي ظلت أندية أخرى طريقها وتنازلت عن مكانتها، وانتهى الأمر لدى بعضها بخروجها من الموسم دون ترك بصمة إيجابية، في مشهد كان في غاية القسوة على جماهير تلك الأندية، التي عانت الأمرين بسبب العشوائية الإدارية، التي كانت وراء انتكاسة أندية كبيرة اعتادت أداء دور البطولة ولكنها وجدت نفسها مجبرة على أداء دور (الكومبارس).

إذا كان التحدي الذي ينتظر الأندية صاحبة الإنجازات متمثلاً في الحفاظ على المكتسبات بالبقاء في القمة، فإن المطلوب من إدارات الأندية التي أذاقت جماهيرها مرارة الإخفاق، أن تتحلى بالشجاعة وأن تعترف بأخطائها وتنسحب وتفسح المجال لآخرين لإنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل فوات الآوان.

كلمة أخيرة

من الطبيعي أن يتوج فريق واحد بالبطولة ولكن هذا لا يعني أن تتحول الأندية التي اعتادت أدوار البطولة بالجلوس على مقاعد المتفرجين دون ترك بصمة تذكر.