الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

الصداقة.. بعمقها لا بطولها

يدّعي الكثير من الناس بأن لديهم عدداً لا يُحصى من الأصدقاء، فمنهم من يرى أنه مُحاط بعشرات الأصدقاء وآخر يزعم بأنهم يُعدّون بالمئات، في حين أنهم يعتبرون كل رفيق أو عشير أو أي شخص جالسهم وتحدث معهم لمدة من الزمن صديقاً لهم.

وصلت إلى قناعة بأن الصداقة الحقيقية ليست مرتبطة بعدد السنوات التي تربط بين الصديقين، بقدر عمق هذه العلاقة ومتانتها وصدقها، فالصداقة تُقاس بعمقها لا بطولها.

عن تجربة شخصية، ربطتني مؤخراً علاقة صداقة بأشخاص جدد في حياتي ووجدت عندهم من المحبة والصدق والنقاء الحقيقي غير المشوب بأدنى درجات التملّق أو النفاق، ما لم أجده في «أصدقاء» تربطني بهم علاقة عمرها سنوات طوال.


سمعت منذ سنوات مقولة لأحد المفكرين، يزعم أن الأصدقاء الحقيقيين للإنسان لا يتجاوزون في أقصى الأحوال ثلاثة، للوهلة الأولى ظننت أن هذا الادعاء بعيد عن الحقيقة والواقع، لكن بعد سنوات أجِدني زعيم بهذا القول أيضاً.


الصديق الحق هو الذي يسعى لخدمتك لا استخدامك، ولإعطائك لا استعطائك، وتصبح بينكما علاقة عميقة بحيث يفهم بعضكما الآخر ويعرف ما يجول في خاطر صديقه دون التفوّه بكلمة واحدة، وتُصبحان كروحين في جسدٍ واحد.

الصديق الحقيقي كما يقول ميخائيل نعيمة: «هو الذي تتضخّم في عينه محاسنك وتتقلّص معايبك، والذي لا يحسدك إذا كنت أغنى منه في أي ناحية من النواحي، بل يتمنى لك المزيد، ولا يكبر عليك إذا كان أغنى منك، بل يجعلك تشعر كما لو كنت أنت الغني وكان هو الفقير».