احتفالية نهائي كأس صاحب السمو رئيس الدولة تشبه إلى حد كبير خيال شاعر مبدع، أو رسام لا حدود لخياله، كانت تلك الاحتفالية قطعة موسيقية بهيجة، تغرس الفرح في النفوس، وكانت الألوان تمثل بستان زهور جميلة.
كانت الاحتفالية تنشر عطراً منعشاً يتجاوز حدود المكان، ويرسم خارطة جديدة لكرة القدم المحلية، جغرافيتها واسعة ومتنوعة، تضاريسها منسوجة من إبداع وأمل ومحبة.
نهائي كأس رئيس الدولة لكرة القدم هذا الموسم جاء مختلفاً، محتفياً بصبر خمسين سنة، وإنجازات نصف قرن، فملعب هزاع بن زايد في العين كان يحاكي مسبار الأمل في المريخ، وكان اللاعبون يحاورون روّاد الفضاء الإماراتيين.
بعيداً عن الـ90 دقيقة، كانت ليلة 16 مايو 2021 لا تشبه بقية الليالي، كانت مزدانة باللون والصورة والموسيقى، وكانت نبضات القلوب إيقاعات هذه الليلة، فهنيئاً لمن شارك في صياغة هذا الحلم, ومبارك لمن وضع لمسته في كل زاوية من زوايا الحلم الجميل، فالأحداث الكبيرة يصنعها الحكماء, وينفذها المبدعون.
ليلة 16 مايو حلم لا يشبه بقية الأحلام، فيه احتفالية وطن، وطن لا ينام، يعمل وينتج ويمد يده بالخير لكل محتاج، وطن يحتفي بالحياة وينتصر لها، يدعم الرياضة ويشجعها، يبني الملاعب والمنشآت الرياضية من أجل أن يبقى شاباً منتجاً وقوياً.
شكراً من الأعماق لاتحاد الكرة الذي صاغ مفردات ليلة الحلم، شكراً لمن كتب أدق الأمور، شكراً لمن نفّذ التفاصيل، شكراً لمن ربط الأرض بالفضاء، والملعب بالمريخ، شكراً للجمهور الذي حضر تفاصيل الحلم وحوّله إلى حقيقة.
نهائي كأس رئيس الدولة الذي جمع فريقي شباب الأهلي والنصر يوم 16 مايو 2021 على ملعب هزاع بن زايد في العين أصبح نقطة تحول، وعلى كل من ينظم بطولة أن يضع نصب عينيه هذا الأمر، فالتراجع غير مقبول في بلد ينظر إلى الأمام دائماً.
كرة القدم ليست 90 دقيقة، إنها أكبر من ذلك بكثير، وأنها أجمل من كل التمريرات الساحرة والأهداف المثيرة، لأنها قصة حب تتجدد كل لحظة.