الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

الحياة.. بين الكرامة والترف

من المفاهيم التي يخطئ الكثير من الناس في استخدامها، مفهوم الحياة الكريمة.. فعندما تسأل أحدهم عن أسباب ابتعاده الطويل عن بيته يرد عليك بعد تنهيدة طويلة:

«مضطر لذلك، فأنا حريص على توفير حياة كريمة لزوجتي وأطفالي».

وعندما تعود بذاكرتك قليلاً إلى الوراء، تكتشف أنه كان يشغل وظيفة جيدة في مدينته، ويحصل على راتب ممتاز يكفي لتوفير حياة كريمة لعائلته، ويفيض أيضاً.


الناس أحرار في قراراتهم طبعاً، والسعي لتحسين مستوى معيشة الأسرة أمر محمود في المجمل.. لكن الحياة الكريمة شيء، والحياة المترفة شيء آخر.. وفي أحيان كثيرة تكون الأولى أفضل على المدى البعيد من الثانية.


الحياة الكريمة حسب أبسط التعريفات المتداولة، هي تلك التي يكتفي فيها الإنسان بمصادر دخله الخاصة، ولا يضطر إلى طلب المساعدة من الآخرين.. أو بتعبير آخر، هي الحياة التي تحفظ للإنسان كرامته، وقدره في عيون الناس.

ولو تأملنا متوسط دخول المواطنين في الإمارات، فسنجد أنه كافٍ جداً لتوفير كل السلع الأساسية، والكثير من السلع الكمالية.. أي أنه كفيل بتوفير حياة كريمة للموظف وعائلته، بشرط أن يتم إنفاقه بشكلٍ سليم.

قد يقول قائل: «وكيف تفسر اضطرار الكثير من المواطنين للاقتراض من البنوك؟».

الجواب من وجهة نظري سهل، ولا يحتاج لبحث طويل.. فالمشكلة عندنا أن محدود الدخل يحاول مجاراة المقتدر في إنفاقه، دون مراعاة فارق الدخل.. ومن هنا تبدأ المشكلات، وتتراكم الديون.