الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

حوار مع صديقي البقال

جمعتني مؤخراً جلسة مع شاب سعودي متميز وطموح، أسَّس بقالة صغيرة في أحد أحياء العاصمة الرياض، ودار حوار بيننا حول جدوى البقالات التقليدية في عصر التجارة الإلكترونية وشكل المنافسة، والمكاسب المتوقعة، والمصاعب التي واجهته، ولأنها أسئلة لا تهمه وحده فقد رأيت أن أنقل هذا الحوار الشفاف لتعم الفائدة.

من الناحية الفنية، يشترط ألّا تقل مساحة البقالة عن 50 متراً، ويكون صاحب العمل مسؤولاّ عن احتياجات العمال الأساسية من رواتب وسكن وتأمين صحي وتذاكر سفر، ويلزمه دوام طويل ومرهق يقترب من 8 ساعات، ما سيؤثر قطعاً على نشاطه الاجتماعي والأسري.

تمنح شركات الألبان والمشروبات الغازية للبقال ثلاجة مجانية، نظير شراء الكميات المطلوبة بالكاش في معظم الأحيان، بينما يختلف حجم المكاسب، فأرباح الألبان تكاد لا تذكر، إذ إن جملة سعر الزبادي مثلاً قبل تطبيق ضريبة القيمة المضافة 95 هللة ويباع بريال، أما بطاقات الشحن فربحها متدنٍ إذ يكسب البقال عن كل 1000 ريال 3 ريالات فقط، لكنه مضطر لتوفيرها.


في المقابل، يتضخّم هامش أرباح الحلويات والبلاستيك والمنظفات إلى 50% تقريباً، أما باقي المواد التموينية مثل البيض والدجاج والماء فهامش الربح مقبول نوعاً ما، وعموماً فإن صافي أرباح البقالات في المملكة يراوح بين 15 إلى 18%، بينما تشكل فواتير التليفون والصيانة والكهرباء المرتفعة في الصيف أعباءً كبيرة، فضلاً عن سرقات العمال والزبائن.


تصلح البقالات أكثر للمتفرغين المرحبين بالدوامات الطويلة، وأولئك الذين ليس لديهم ارتباطات عائلية مرهقة، ويكمن عنصر النجاح الرئيسي في المتابعة، وتوفير الطلبيات والنواقص باستمرار، ما يمنح صاحب العمل أرباحاً كبير، كما يتعين عليه في أول سنتين التركيز على توسعة النشاط، والعمل بكل جد واجتهاد، فتسعة أعشار الرزق في التجارة.