الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

تحية للوالدين.. معاول البناء

إذا كانت دول العالم تحتفي باليوم العالمي للوالدين في الأول من شهر يونيو من كل عام، ومع ظهور جائحة كورونا وما ارتبط بها من إجراءات احترازية استثنائية للحيلولة دون انتشار العدوى، فقد ازداد دور الوالدين فشكَّل ذلك عبئاً مضافاً، ومسؤولية أكبر، من حيث التغذية بهدف رفع المناعة، ومن حيث متابعة الدراسة في ظل التعليم عن بُعد، وذلك بتوزيع عادل بين الأبناء أيّاً كان عددهم، والتأكد من تحصيلهم للمنهاج الدراسي المقرر، ومهما تباينت المراحل الدراسية لكل منهم، أضف إلى ذلك الحرص على تأمين الواقيات، ومتابعة تنفيذ تعليمات السلامة، كما يتطلب الأمر من الوالدين التسرية عن أبنائهم، وإشاعة جوّ من البهجة ينعمون به، سواء في داخل البيت، أو من خلال خروجات ممنهجة ومدروسة، مع الأخذ بكل الاحتياطات وأسباب الحماية، وذلك تفادياً للآثار السلبية على نفسيَّة الأبناء نتيجة الحجر، وانحسار الاختلاط، وانقطاع التواصل مع الأقران، وهو ما يدعم التفاعل الاجتماعي لديهم ويعزز الشخصية، فتوجب على الوالدين تعويض أبنائهم.
فتحية تقدير وإكبار لكل والدين يقومان بدورهما تجاه أبنائهم، فهم بذلك يخدمون مجتمعهم ووطنهم، والبشرية جمعاء، فهم أساس المجتمع، إذا صح أداؤهم لوظيفتهم الأسرية؛ فقد صحّ المجتمع، وأسهموا بذلك في مسيرة الحضارة.
نُقَدِّر ونُثَمِّن ما يقوم به الوالدان من جهد مضاعف في زمن كورونا، ولكن قد يكون من بينهم من لا يعي دوره تجاه أبنائه، ولا يدرك مسؤولية «الوالدية» وأثرها في بناء المجتمعات، هؤلاء نستثنيهم، لأنهم معاول تهدم الآمال والأهداف التي ننشدها من أجل حياة صحيَّة أفضل.