أثلجت رباعية منتخب الإمارات الوطني لكرة القدم في مرمى نظيره الماليزي صدور محبي الأبيض، وأسعدت جمهوره، فالنتيجة كانت كبيرة، والأداء كان رائعاً، حيث قدم اللاعبون عرضاً مبهراً فيه القوة والحكمة والانسجام والتناغم، فضلاً عن الاستخدام المدروس للمهارات الفردية، فعندما كانت تستعصي الحلول الجماعية، يتصرف اللاعبون بطريقة ذكية لإيجاد حلول فردية، منها التمريرات الطويلة المحسوبة بدقة.
الفوز على ماليزيا نقل الأبيض من المركز الرابع إلى الثاني بفارق نقطتين عن المتصدر، منتخب فيتنام، وهذا حافز مهم يدفع المنتخب لتحقيق انتصارات جديدة، لأنه أحيا حلم التأهل، وجدد ثقة اللاعبين بأنفسهم ومؤهلاتهم ومهاراتهم، وكل هذه الأمور مهمة في المنافسات الكروية، لكن الأهم يبقى مواصلة المشوار بمزيد من اليقظة، فالمهمة لم تنته بعد، وفوز واحد لا يمنحنا بطاقة الخروج من باب المجموعة السابعة مرفوعي الرؤوس.
في المواجهة المقبلة أمام تايلاند، يحتاج الأبيض إلى جمهوره أكثر من أي وقت مضى، وأعني هنا، الجمهور الذي يذهب للملعب، والآخر الذي يساند عبر وسائل أخرى خارج الميدان، فكل الأصوات الآن أصبحت مسموعة، لذلك نريد أن يسمع اللاعبون الصوت الإيجابي المُحفز والمُشجع، لأن كل رسالة إيجابية لها مفعول السحر.
الجهاز الفني للأبيض سجل ملاحظاته عن مباراة ماليزيا، ودوّن نقاط الضعف، وليس هناك أدنى شك من أنه ناقشها مع اللاعبين من أجل عدم تكرارها، فنحن على ثقة من أن الفوز الكبير لم يحجب عن مارفيك وفريق عمله بعض الهفوات التي تحتاج إلى معالجة.
المواجهة التايلاندية لن تكون سهلة، لذلك نريد أن يكون تحضيرنا مميزاً لهذه المباراة، خاصة من النواحي النفسية والذهنية والمعنوية، لأن في بعض الأحيان يتحول الفوز الكبير إلى «مرض» يُعّطل تفكير اللاعبين ويجعلهم خارج الخدمة.
إن مهمة الجهاز الفني والإداري ستكون صعبة جداً بعد الرباعية البيضاء، ونأمل أن يتم معالجة تأثير هذه الرباعية بتأنٍ وفطنة، حتى لا تتحول إلى نقطة ضعف يوم الاثنين، حيث تكون المهمة المصيرية الثانية أمام تايلاند.
كل التوفيق للأبيض، فنحن في انتظار أداء جديد متماسك ومتناغم وحكيم.