الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

صيف كورونا.. واستدراك ما فات

يرتبط موسم الصيف في الأذهان بالاستجمام والتقاط الأنفاس، وإن كان التقاطها في أجواء مشمسة وحارة، إلا أنَّ البعض يحترف صنع السعادة من أبسط الأشياء وأصعب الظروف.

فالعزم على استغلال الإمكانات المتاحة، والاستعداد الذهني والنفسي، وتنظيم الوقت بشكل أمثل، يجعلنا نجيد ابتكار برامج صيفية جاذبة للدائرة التي نحن فيها، وتكبر هذه الدائرة ليشمل نطاق تأثيرها المحيط الأكبر. وفي ظل الظروف التي فرضتها كورونا، واتخاذ إجراءات احترازية تدفع بعض الأسر بتقنين تحركاتها في السفر والتجوال، قد تبدو بعض البدائل مناسبة لتحقيق الفائدة المرجوة.

فمثلاً، يمكن للآباء الذين قاموا بتقييم مهارات أطفالهم خلال العام الدراسي المنصرم، البدء بوضع خُطَّة تطويريَّة تُناسب احتياجات أبنائهم في فصل الصيف، فبرامج اللغات، والذكاء الاصطناعي، وأندية القراءة، والدورات المعنية بتطوير مهارات التواصل، والإلقاء، والكتابة، وغيرها من البرامج التي توفّرها العديد من مراكز المواهب والمؤسسات الثقافية والشبابية، كانت تحقّق أهدافاً تكميلية في السابق حين كانت الدراسة داخل الحرم المدرسي.


أما اليوم فالبرامج الصيفية تحقّق أهدافاً أساسية وضرورية، إذ فضّل كثير من الدارسين استكمال دراستهم عن بُعد في راحة منازلهم، الأمر الذي تسبّب في تقدّم بعض المهارات والمعارف لديهم، وتراجع بعضها الآخر، وهذه مسؤولية الآباء لاتّخاذ إجراءات علاجية لاستدراك النقص.


الترفيه حاجة ضرورية للإنسان، وقد تدفع ضغوطات الحياة وكورونا بالبعض إلى استنزاف وقت العطلة بالكامل بلا مردود حقيقي.

ولأن آثار الوباء ألقت بظلالها على الجميع بلا استثناء، فمن الضروري الاستثمار الذكي خلال فترة الصيف، لتحقيق الأهداف التربوية والترفيهية بشكل أمثل، كي يعود الأبناء إلى مقاعد الدراسة مستعدّين لحزمة جديدة من المعارف والمهارات.