السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

التربية.. و«عصْرنة الحياة»

يروي لنا التاريخ أن مؤسس علم الطب هو أمنحوتب وهو من المصريين القدماء حيث عاش في القرن الثلاثين قبل الميلاد، له في الطب مؤلفات عديدة ومخطوطات حول أعراض وعلاج العديد من الأمراض، كما استخرج العقاقير من النباتات.

من جانب ثانٍ، استخدم الإنسان الأجهزة والأدوات في العمليات الحسابية منذ آلاف السنين، وكانت البداية عندما استخدمت العِصِي في عمليات العد والإحصاء، ولكن الجهاز الكهروميكانيكي زوس، الذي تم إنجازه في عام 1941، كان أول حاسوب مبرمج في العالم.

ومن جانب ثالث، كانت الهندسة جانباً من جوانب الحياة منذ بدايات الوجود الإنساني، وقد بدأت أول ممارسة للهندسة المدنية في مصر القديمة وحضارة وادي السند وبلاد الرافدين، عندما استقر الإنسان وترك حالة البداوة والتنقل، وفي القرن الثامن عشر، صاغ جون سيميتون، مصطلح الهندسة المدنية، فكان «أبو الهندسة المدنية»، وأول مهندس مدني.


وظل الإنسان في تطور، فمن غير الممكن أن يتعامل الطبيب مع مرضاه في عصرنا هذا، على طريقة أمنحوتب، ولا يمكن لمهندس الشبكات أن تتوقف معلوماته عند جهاز زوس الحاسوبي حينها لن يتمكن من التفاعل مع الأجهزة الحديثة، أما منهاج جون سيميتون في الهندسة المدنية فليس له مكان بين المشاريع الحالية العملاقة كإنشاء الجسور والأنفاق، رغم أنه أبو الهندسة المدنية.


وعليه فإنه من غير المنطقي أن يحظى أبناؤنا بأحدث رعاية صحية، ويقطنون مدناً مشيدة بأعلى معايير التخطيط الهندسي الرفيع، ويتعاملون مع أدق الأجهزة التقنية، بينا نُبْقي نحن على تربيتنا لهم بطريقة عشوائية، لذلك أرى أن اطلاع الآباء على أسس التربية مسؤولية، وواجب تجاه المجتمع ومستقبل الوطن.