الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

السياحة الافتراضية.. خيار الضرورة

الفرص الكبيرة دائماً ما تولد من رحم الأزمات، ولهذا يراهن أرباب القطاع على تقنيات الواقع المعزز والافتراضي في توفير طرق بديلة للسفر، باعتبارها نموذجاً مثيراً لصناعة انزلقت إلى الحضيض.

لا تعد السياحة الافتراضية ترفاً في هذا المنعطف الخطير، إذ يتعين ابتكار طرق بديلة للإبقاء على بند الإنفاق السياحي، ومساعدة ميزانيات الدول المرتهنة للإيرادات السياحية، وعلينا أن نتذكر أن التكنولوجيا ساعدت خلال العقود الماضية، في توسيع رقعة السياحة من خلال مواقع حجز السفر، ومقاطع الفيديو، والمدونات.. إلخ.

قبل اندلاع الجائحة، كانت مواضيع السياحة الافتراضية تُرجأ للمستقبل، إذ كانت تناقَش على عجل في أروقة الصناعة، لكن إغلاق المطارات ومنع السفر، أجبر مسؤولي القطاع على قبول هذا الخيار الذي يتيح للمنصات الافتراضية تصميم نموذج يتمحور حول السائح الافتراضي، مستمداً الرؤى من السلوك المعرفي، وعلم النفس الاجتماعي، وعلم الأعصاب، والاقتصاد السلوكي، باستخدام أحدث تقنيات الواقع المعزز، الأمر الذي قد يغير من قواعد اللعبة قليلاً عبر إتاحة تجربة تفاعلية سلسة، ودون انقطاع للمشاهدين، وهم ينعمون بمساحتهم الخاصة.


سيناريو السائح الافتراضي يبدأ منذ صعوده إلى الطائرة وحتى وصوله إلى وجهته المفضلة، فيستقبله موظفو المطار بالترحاب، ومن ثم يتوجه إلى سيارة أجرة خارج المطار، ويتجول عبر الشوارع المزدحمة، ويعيش تجربة فريدة تصبح جزءاً من ذكرياته، موثقاً ذلك بالصور الفوتوغرافية، وعندما يمضي إلى التسوق يتفاوض مع الباعة على شراء عمل فني، ويتعرف على اللهجات والعادات المحلية، وهكذا أصبحت السياحة الافتراضية خيار الضرورة الاقتصادية.