الثلاثاء - 19 مارس 2024
الثلاثاء - 19 مارس 2024

كورونا.. و«الهشاشة النّفسيّة»

قد نتصور تأثير جائحة كورنا على عالم المال والأعمال وقطاع السفر والطيران، ولكن لا بد أن نتصور أيضاً تأثير جائحة كورنا على الجانب النفسي عند بعض المرضى.

فالملاحظ ارتفاع عدد المدخنين خلال جائحة كورنا، وارتفاع متابعي المواقع الإباحية خلال أيام الحجر، وهذه الزيادة ليست على مستوى بلد ما وإنما على مستوى العالم، وبعضهم تأثر جداً خلال بقائه في الحجر الصحي في المستشفى فهو يعاني من فراغ قاتل، وآخر دخل في وساوس خطيرة بسبب تصوره أنه قد يصاب بفيروس كورونا وسيموت، فأخذ يشدد على نفسه جدّاً في اتباع الإجراءات الاحترازية بشكل مبالغ فيه.

وهذه الجوانب النفسية لا بد من رصدها ومعرفة أسبابها جيداً، فهي من وجهة نظري نتيجة لمسألة مهمة، بدت تغزو الناس في أيامنا خاصة، وهذه المسألة يعبر عنها بعضهم بالهشاشة النفسية، وبعضهم بحكم طبيعة حياته المترفة لا يطيق ولا يصبر على أي بلاء وشدة وتعب، فتضعف نفسه بأدنى صدمة أو مشكلة، فقد يتكلم بكلام خطير، ويفكر بالانتحار، أو علاج المشكلة بطرق لا يقبلها العاقل أبداً.

وقد تكون الهشاشة النفسية بسبب عدم تحمل أيّ مسؤولية في الحياة، فأصبح بعض الشباب لا يعرف معاني التعب والألم والمعاناة ولو قليلاً، وربما الهشاشة النفسية بسبب الفراغ وضياع الهدف وعدم معرفة الاتجاه الصحيح، لذلك لا بد من توجيه الناس وتعزيز الجانب النفسي لديهم وتقوية صحتهم النفسية.

فالنفس إن كان لها هدف تسعى إليه ستتحمل في سبيل ذلك صعوبات كثيرة وكبيرة، وأما إن كان الإنسان بدون هدف فقد يضخم الأمور لعدم شعوره بمتعة الإنجاز، ولذة المعاناة في سبيل إنجاز الأهداف.

ومن عجيب تأثير جائحة كورونا على بعضهم أنها تسببت بزيادة أوزان عدد من الناس لبقائهم مدة طويلة في بيوتهم دون حركة، وفي المقابل رأيت بعضهم خلال مدة الحجر وضع لنفسه برنامجاً غذائياً صحياً فاستفاد فائدة عظيمة.

من جهة أخرى، حدَّثني أحدهم أنه كان في الحجر خلال العشر الأواخر من رمضان، إذْ كان مصاباً بالمرض فاستغل وقته في ختم القرآن والإكثار من تلاوته، وكل هذا بسبب طريقة التعامل النفسي مع هذه الجائحة.