الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

نظرية لرؤية 2038

منذ أن تأهل منتخب الإمارات الوطني إلى كأس العالم 1990، بقيت جماهير الكرة الإماراتية تحلم بمشاركة أخرى في هذه المسابقة الكروية الدولية، لكن هذا الحلم ظل بعيد المنال.

أشرف مدربون من مختلف الجنسيات على تدريب المنتخب، وتغيّرت أجيال من اللاعبين، لكن الأبيض لم يبلغ كأس العالم خلال العقود التي تلت تأهله الوحيد.

في كل مرة يخفق الأبيض في التصفيات، يصب الإعلاميون والنقاد والمحللون والجمهور غضبهم على اتحاد الكرة، ويحملونه المسؤولية الكاملة عن عدم التأهل، وظل هذا المشهد النقدي يتكرر باستمرار، حيث تعرضت كل مجالس إدارات اتحاد الكرة لهجمات نقدية شديدة، لكن كل ذلك النقد بشقيه البنّاء والهدّام لم يحل المشكلة.

الكرة الإماراتية في حاجة إلى نظرية تُشخّص مشكلتها وتعالجها، خاصة في ظل وجود استراتيجية لاتحاد الكرة، وهذه النظرية تحتاج إلى جهد جماعي مدروس، يساعد الاتحاد على تحقيق رؤيته، فمشكلة المنتخب ليس في الإعداد أو المدرب، بل المشكلة أعمق وتحتاج إلى من يغوص في الأعماق، وربما يسافر المُكّلفون بالمهمة إلى بلدان القارة الآسيوية والقارات الأخرى للبحث عن الأسباب.

هناك أسئلة عدة لابد أن تُجيب عنها النظرية المحتملة، منها: لماذا تتطور منتخبات القارة الصفراء أسرع من تطور منتخبنا؟ ما الفوارق بين اللاعب الإماراتي والياباني والكوري، أو الفرنسي والألماني، وغيرهم، وكيف نقلل هذه الفوارق؟ ما البيئة المناسبة لتأهيل لاعب قوي؟ ما الفرق في التفكير؟ ما الفرق في قوة الجسم؟ كيف تعمل مدارس الكرة المحلية؟ وغيرها من الأسئلة الضرورية التي تدلنا إجاباتها على الحقائق الخفية.

هذه المرة، علينا أن نقدم لاتحاد الكرة نظرية دقيقة تساعد على ردم الفجوة بين الكرة الإماراتية ونظيراتها في القارة الآسيوية وبقية القارات، حتى تزداد فرصنا في التأهل، واللعب إلى جانب الكبار باستمرار.

الكرة الإماراتية في حاجة إلى فريق عمل متخصص يحقق لنا هذه النظرية، ويعمل من أجل تحقيقها على مهل، لأنها تحتاج إلى جهد كبير ودقيق.

وجود نظرية موثوقة تعد أهم متطلبات رؤية 2038 الخاصة بتطوير المنتخبات الوطنية وإعداد اللاعب الإماراتي للمنافسات الدولية، لأن معسكرات المنتخب، طالت أم قصرت لا تصقل موهبة ولا تصنع بطلاً، إلا في حالات استثنائية جداً.