الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

من يحمي «بنات الأساور»؟

كنت أقضي إجازتي الصيفية على أحد الشواطئ العربية، وقد اعتدت على رؤية أطفال هناك، وهم يجوبون المنطقة شرقاً وغرباً في سبيل بيع الأساور، التي تمت صناعتها بالخيوط.. ألفت تواجدهم، وعلى الأخص الفتيات، واعتدت سماع شتائم الصغيرات ـ أحياناً ـ حين أرفض الشراء.

الصور التي لم تعد تعتاد عليها رغماً عنك بعد فترة ستألفها، وستموت أسئلتك التي كنت تفكر بها، وأنت لا تستطيع بعثرتها وهي تخوض عراكاً في رأسك.. أنك حتى لا تستطيع طرحها على طاولة النقاش بينك وبين أصدقائك، مثال على ذلك: هل تلك الصغيرات يدرسن؟ وهل يعرفن القراءة والكتابة؟ وهل يعملن طيلة الوقت أم إن هناك أوقاتاً يقضينها في المرح واللهو، كما يفعل الصغار من الجنسين الذين قدموا مع أسرهم؟

هنا تعود بي الذاكرة إلى ذات نهار كُنت أرقب البحر وقد أغمضت عينيَّ، وأنا أتحسس همس موجاته، حتى سمعت صوت صغيرة تطلب مني شراء أسورة، نظرت إليها فوجدتها ترتدي ثياباً رثة، وقد اكتسبت حمرة قوية بسبب تعرضها للشمس، ونظرت إلى شعرها فوجدته أشعثاً، وما لامس قلبي في تلك اللحظة هي أنها أقرب شبهاً لابنة شقيقتي.


حبست دموعي وأنا أنظر إليها، مقارنة بينها وبين ابنة شقيقتي التي ترتدي أفخر الملابس دوماً، ولديها لوح إلكتروني تشاهد فيه قنوات عديدة.


هناك بالتأكيد فروق هائلة بينها وبين أي طفل في العالم، الأهم أن الطفلة هذه قد تم إجبارها على العمل رغماً عن عمرها الصغير جدّاً، لذا على الحكومة معاقبة الآباء والأمهات، الذين يصرون على عمل أبنائهم، وتعريفهم أن التعليم أهم من عمل أطفالهم في الشوارع دون رقيب أو حسيب، حيث سهولة تعرضهم للتنمر وأشياء أخرى يعرفها الجميع.