الخميس - 18 أبريل 2024
الخميس - 18 أبريل 2024

الصَّلاة الصَّلاة.. رحمكم الله

ثبت في الحديث الصحيح الذي رواه الإمام أبو داود، قوله صلى الله عليه وسلم: «يا بلالُ أقمِ الصلاةَ، أرِحْنا بها»، وهو واحد من الأحاديث الشهيرة عن فضيلة فريضة الصلاة، وعن أثرها العظيم في إراحة قلب الإنسان وفكره وعقله وجسده وروحه.

الصلاة عبادة مشتركة بين كل الديانات السماوية، وفي الإسلام بالخصوص هي شكل من أشكال الابتهال إلى الله، سبحانه وتعالى، وتتضمن أقوالاً وأفعالاً يُقصد بها تعظيم الله تعالى وشكره؛ تفتتح بالتكبير، وتختتم بالتسليم، بشروط خاصة، مكتوبة في المراجع الفقهية المعروفة، يرجع إليها في مواطنها.

مما لا جدال فيه أن الصلاة تعد من أمهات الفرائض الدينية، بل هي الأساس المتين للدين، ومن جملة فضائلها المروية أن: «أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة الصلاة، فإن صلحت صلح سائر عمله، وإن فسدت فسد سائر عمله»، و«أول ما ينظر فيه من عمل العبد الصلاة فإن قبلت ينظر في بقية عمله، وإن لم تقبل لم ينظر في شيء من عمله»، و«خمس صلوات افترضهن الله عز وجل؛ من أحسن وضوءهن، وصلاهن لوقتهن، وأتم ركوعهن وخشوعهن، كان له عَهْدٌ على الله أن يغفر له، ومن لم يفعل فليس له على الله عهد إن شاء غفر له، وإن شاء عذبه».

والصلاة معراج روحي تعرج به الروح في كل وقت من أوقاتها المعلومة، تمكيناً لمن أداها من الراحة التامة، لتحول بينه وبين التأثر من الانفعالات النفسية، أو العواطف المثيرة، التي قد تدفعه إلى ارتكاب المحرمات، أو توصله إلى اليأس، أو تحرمه من التواصل أو الاتصال برب العالمين، أو أن يكون قلبه مستقيماً على أمر الله؛ لأنها الوسيلة العظمى في تزكية النفس.

في الحديث عنه عليه أفضل الصلاة والسلام: «وجعلت قرة عيني في الصلاة»، كما رواه الإمام النسائي وغيره، وهذا لبيان عظم شأنها وعلة مقامها الذي عبر عنه، صلوات ربي وسلامه عليه بقوله أيضاً: «إن في الصلاة لشغلاً» كما رواه الإمام البخاري وغيره، وكل ذلك تجلية وتوضيحاً لشرف الصلاة، وكيف أنها محل للارتقاءات، وأنها لحظات غالية لمناجاته سبحانه وتعالى، بنص حديث «إنَّ المُؤْمِنَ إذَا كانَ في الصَّلَاةِ، فإنَّما يُنَاجِي رَبَّهُ»، كما رواه الإمام البخاري، وفرصة سانحة للطلب مما عنده، جل جلاله، من حاجات يحتاج الإنسان أن يستمتع بها في دنياه، ويأمل أن تتحقق له في آخرته.