الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

تمثيل حقيقي

الجاليات التي تعيش في دولة الإمارات العربية المتحدة تشعر بالأمان وبالبيئة السليمة من جميع الجوانب، ولأفراد هذه الجاليات على مختلف خلفياتهم وجنسياتهم مواهب واهتمامات؛ منها الأدب والموسيقى والفن والرسم وكذلك الرياضة.

عندما تأتي منتخباتهم الوطنية لكرة القدم للعب في الإمارات سواء لخوض المباريات الودية أو الرسمية، يحضر مشجعو هذه المنتخبات ويهتفون ويشجعون طوال المنافسات. ما أريد قوله إن الجاليات بكل تنوعاتها لديها محبون لكرة القدم، ومنهم من يعمل في القطاعين العام والخاص، وبعضهم لديه مشاريعه الخاصة.

بقيت هذه الجاليات بعيدة عن مدرجات ملاعبنا خلال المنافسات المحلية، وقد دعونا أكثر من مرة إلى ضرورة التحرك لكسبهم من خلال التواصل معهم والتعرف على ظروفهم والعوائق التي تمنعهم من حضور أنشطة الكرة الإماراتية ومنافساتها، لكن الحال لم تتغير، وظلت القطيعة سارية المفعول بين الجاليات ومدرجات ملاعبنا.

ليس من السهل أن يترك عشّاق كرة القدم من الجاليات أعمالهم وحضور المباريات لأن مصدر رزقهم في العمل وليس في الكرة. لذلك، نطمح أن يُشّجع أصحاب القرار في القطاعين العام والخاص هؤلاء العشاق على حضور المباريات المهمة على الأقل مثل النهائيات والديريبات من خلال توفير فرص لهم للمتابعة الميدانية دون أن تؤثر سلباً في مداخيلهم، أي السماح لهم بمغادرة العمل إذا رغبوا بحضور المباريات.

لو يتم تطبيق هذا الأمر على 4 أو 5 مباريات سنوياً نكون قد بدأنا ببناء ركائز جسور التواصل بين الجاليات والمنافسات المحلية.

نأمل أن تتحرك شركات كرة القدم في الدولة من أجل بناء شراكات مع قطاعات العمل، ووضع خطط مشتركة لتشجيع الجاليات على الانخراط في النشاط المحلي للكرة.

إبقاء الجاليات بعيدة عن الملاعب أمرٌ لا يسّر الخاطر، لذلك لا بُد من تحرك ومبادرات وتواصل، وعلى روابط مشجعي الفرق المحلية أن تتحرك من جانبها أيضاً للتواصل مع أفراد الجاليات المحبين للكرة.

وجود جماهير من مختلف الجنسيات على مدرجات الملاعب الإماراتية تمثيل حقيقي وجميل للتجانس والتعايش والتسامح في دولة الإمارات العربية المتحدة.

نأمل أن يتحقق هذا الهدف بالمبادرات والعمل والتواصل.