الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

ملتقيات بلا قيمة

هل المضمون أهم من الشكل، أم أن الشكل أهم بكثير من المضمون؟ سؤال ذو صبغة فلسفية، لكن الإجابة عنه تقودنا إلى الكثير من الحقائق.

وماذا يعني أن تنحسر الأضواء عن أصحاب العطاء الحقيقي، وأن تسلط بكامل وهجها على أشخاص لا يقدمون شيئاً؟

يعني أمراً واحداً، هو أن معايير التقدير تغيرت، أو بصورة أدق اختلت، وما عادت تميز ما بين الغث والسمين، بل تجاوزت ذلك، إلى تفضيلها الغث على السمين.


ملتقيات ومؤتمرات على درجة عالية من الأهمية، من المفترض أنها تعنى بالعلوم والاقتصاد والثقافة والفكر، تقوم اللجان القائمة عليها بدعوة كل من هبّ ودبّ من مشاهير السوشيال ميديا والفاشينستات، وكل من لم يفتح في حياته كتاباً أو يحضر ندوة.. وتدفع من أجل استقطابهم المبالغ الطائلة، وتستضيفهم في أفخم الأجنحة الفندقية، وتسخر لتنقلاتهم أغلى السيارات.. وفي مقابل ذلك تتجاهل أهل الاختصاص الذين أفنوا ثلاثة أرباع أعمارهم في الدراسات والأبحاث.. ليبدأ المتلقى وينتهي، دون أي إضافة تذكر.


أفهم أن كل ذلك يتم من أجل تسويق الملتقى إعلامياً، ولكن من حقنا هنا أن نتساءل:

ولماذا هذا الحرص على التسويق؟ وماذا ستستفيد الثقافة عندما يعلم أشخاص غير مهتمين أصلاً بالثقافة بأن هناك ملتقى ثقافياً تم عقده في المكان الفلاني والزمان الفلاني؟

لو حاولنا الإجابة عن مثل هذه الأسئلة: فقد نصل إلى إجابات صادمة، تؤكد أن مصالح القائمين على الملتقى، يتم تقديمها على مصالح القطاع الذي يخدمونه، وأن الهدف الحقيقي هو إثبات وجودهم، وليس الارتقاء بالثقافة.