الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

لست روبوتاً

لا يمر يوم عليك وأنت تتصفح مواقع وتطبيقات الإنترنت من دون أن تجيب عن سؤال بات إلزامياً في كثير من هذه المواقع، حتى تستطيع الولوج إلى حسابك الخاص وهو السؤال الذي يبدو مألوفاً إلى حد كبير، لكنه يكشف كذلك كيف باتت تمتزج حياتنا اليومية كبشر بالعوالم الافتراضية التي نعيش معها ربما أكبر من الحياة الواقعية ومظاهرها التي تتلاشى يوماً بعد يوم.

أما السؤال الذي يواجهنا بشكل متكرر فهو: هل أنت روبوت؟ أو بشكل آخر يطلب منك الإنترنت أن تثبت أنك لست روبوتاً حتى تستطيع إكمال مهمة إبحارك في العوالم الروبوتية!

وفي الحقيقة أن انغماسنا في عوالم الإنترنت والتقنيات الحديثة بشكل يومي وعميق، جعل من الصعب إلقاء نظرة فاحصة محايدة على الحال التي وصلنا إليها في علاقتنا بالآلة، وبمخرجات الذكاء الاصطناعي التي تجتاح تفاصيل حياتنا اليومية حتى كدنا نصبح جزءاً منها، بدلاً من أن تصبح هي جزءاً من حياتنا.


وعلى الرغم من نجاحنا عادة في اجتياز اختبارات الإنترنت المملة، التي يتطلب منا أن نثبت فيها أننا لسنا برامج روبوت، إلا أن المفارقة الطريفة أن المساحة بين الإنسان والروبوت لم تعد محسوسة في الواقع في عالم الذكاء الاصطناعي، حيث يتحول الإنسان إلى روبوت بفعل سطوة التكنولوجيا التي تغزو حياتنا، وتتحول الآلة إلى إنسان آلي يقوم بوظائف البشر التي كانت حكراً عليهم.


ولا تبدو مخاوف الإنسان الحقيقي من غزو الإنسان الآلي لحياته والهيمنة عليها مجرد أفكار جسدتها بعض أفلام العلمي، أو ألعاب الفيديو مثل لعبة « ديترويت، نحو الإنسانية» الشهيرة التي تسعى فيها الروبوتات الآلية لطلب الحرية والتحرر من عبودية الروبوتات البشرية، حيث باتت المؤشرات والأرقام تتحدث عن غزو حقيقي للروبوتات التي باتت تحل بدلاً عن البشر في كثير من قطاعات الصناعة والأعمال، التي يتسع فيها كل يوم مساحة وجود اليد لعاملة الروبوتية التي لا تطلب أيّ أجر يومي بدلاً عن الإنسان.

ولم يعد وجود الروبوتات مقتصراً على مجالات بعينها، مثل: صناعة السيارات والصناعات التحويلية، بل إن الآلة الذكية تلك باتت تزاحم البشر في مجالات أخرى أكثر حميمية، حيث بدأ استخدامها في المجال الطبي لإجراء عمليات دقيقة جداً كانت من اختصاص الجراحين المهرة فقط، كما بدأ مؤخراً استخدام نماذج من تلك الروبوتات لكتابة المقالات الصحفية وتقديم نشرات الأخبار.