الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

الأولمبياد الإماراتي

تم الإعلان مؤخراً عن بعثتنا الإماراتية التي ستشارك في الألعاب الأولمبية المقبلة، والتي ستقام في طوكيو اليابانية نهاية الشهر الجاري، والتي شهدت تواجد 6 رياضيين فقط من مختلف الألعاب، وهو أمر لا يحتاج إلى تعليق ويعكس التدهور الشديد الذي شهدته الرياضة الإماراتية في مختلف النواحي، ونحن بكل تأكيد بحاجة ماسة إلى وقفة حقيقية.

بصريح العبارة، لا يمكن أن تتوفر لك كل الإمكانات التي يحلم بها أي رياضي في العالم، ولا تتمكن من استغلالها، هنا يعني أن هناك خللاً واضحاً في طريقة العمل، بداية من غياب الاستراتيجيات الواضحة ووصولاً إلى ضعف العمل مع الرياضيين ومسألة تأهيلهم، لأنه حتى الآن ما زلنا نعتمد على الجهد الشخصي المتعلق بالرياضي وطموحاته، لم نصل بعد إلى مسألة تكوين اللاعبين وتطويرهم.

منذ ألعاب ريو دي جانيرو وقبلها في لندن، ونحن نتحدث عن ضرورة صنع الرياضيين وتطويرهم والعمل معهم من أجل الوصول إلى أفضل مشاركة في الأولمبياد، ومواكبة التطورات والنجاحات التي وصلت إليها دولة الإمارات في مختلف القطاعات، إلا الرياضة، التي ما زالت بعيدة تماماً عن الرقم واحد الذي وصلنا له في شتى النواحي، لأننا في الرياضة نتعامل بعشوائية وبأسلوب قديم وتأخذنا صراعات الكراسي بعيداً عن الأهداف المرجوة والمنتظرة.

أنا ضد مقولة غياب أن قلة عدد السكان تؤثر على وفرة المواهب وتقل من حدتهم وهذه العبارات التي تحاول أن تذر الرماد على العيون من أجل تغطية الفشل، لأننا وعلى سبيل المثال لدينا أفضل الرياضيين في العالم عندما يتعلق الأمر بأصحاب الهمم، الذين دائماً ما يشرفوننا في دورة الألعاب البارالمبية ويكونوا خير سفراء لنا في الرياضة، بنتائجهم وبالعمل الذي يقومون به طوال العام تلو الآخر، دون الالتفات إلى أي شيء يمكن أن يعقهم أو التمسك بالأعذار، لأنهم يعتمدون على ركيزة حقيقية تتمثل في الرغبة والاستفادة من الإمكانات المتوفرة لهم، مع وجود خطط حقيقية واضحة من قبل الكوادر الإدارية المسؤولة عنهم، عكس الألعاب الأخرى التي دائماً ما يعمل الإداريون والأعضاء على التحجج بضعف المقابل المادي مقارنة بكرة القدم وغيرها من الأمور البعيدة عن أرض الواقع.