السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

لمن تقرع الأجراس؟

حانت لحظة الحقيقة لمن سيتوج بطلاً لكأس أمم أوروبا في نسختها الغريبة الـ16 التي سيتابعها العالم غداً على استاد ويمبلي بالعاصمة الإنجليزية لندن، وهي البطولة التي أقيمت لأول مرة في التاريخ في 11 مدينة، عذبت الجماهير ووسائل الإعلام وراءها متابعة وتغطية، بفكرة مجنونة للفرنسي ميشيل بلاتيني الرئيس السابق للاتحاد الأوروبي، الذي سقط في جريمة مالية أبعدته عدة سنوات من المشاركة بأي شكل في إدارة اللعبة، ولما عاد بعد الانتهاء من تنفيذ الحكم، لم يجد تهنئة ولا استقبالاً، ولا دعوة رسمية للحضور كأحد نجوم الشرف في بطولة كان هو واضع فكرتها ومؤسسها بهذا الشكل الهستيري، بحثاً عن فرصة مشاركة نادرة في التنظيم لدول صغيرة، واستكشاف موارد جديدة للتمويل في القارة التي تحلم وتنام على كرة القدم.

ودعونا نقفز إلى طرفي المباراة النهائية وهما منتخبا إنجلترا وإيطاليا، اللذين لم يكونا على رأس قائمة المرشحين للقب، لبطولة المفاجآت الغريبة والعجيبة بشكل لم يتوقعه الكمبيوتر الخارق ولا أعقد البرامج الخوارزمية، بل وفشلوا فيه كل الفشل.

انطلقت البطولة بمرشحين رفيعي المستوى، على رأسهم فرنسا بطلة كأس العالم وبلجيكا المصنف رقم 1 في تصنيف الفيفا، وكروايتا ثاني مونديال 2018، ومعهم العمالقة مثل إسبانيا وألمانيا، اللذين يتصدران التتويجات التاريخية بثلاثة ألقاب لكل منهما، ومعهم إيطاليا العملاقة وهولندا الشهيرة وبرتغال الدون كريستيانو، وإنجلترا الطامحة والدنمارك المتحفزة.

وفي غضون كل ذلك، نجح منتخب الأسود الثلاثة ومنتخب الأتزوري في تخطي كل العواقب والوصول للمباراة النهائية.

في أدوار خروج المغلوب، استفاد الإنجليز، بلعب عدة مباريات على ملاعبهم، فسجلوا 10 أهداف، وأطاحوا بألمانيا الرهيبة، وأسقطوا كرواتيا بالأربعة، وأبطلوا مفعول المفاجأة الدنماركية في الدور قبل النهائي.

أما أبناء الطليان، فخاضوا واحدة من أفضل تحدياتهم في التاريخ، بإسقاط النمسا، ثم الإطاحة ببلجيكا، أخطر منافس في البطولة، وتخلصوا من إسبانيا بركلات الترجيح.

لمن تقرع الأجراس غداً في لندن، ومن يحسم بطولة المفاجآت المتعددة والغريبة التي سيتوقف عندها التاريخ طويلاً.. للحديث بقية بإذن الله.