الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

مبروك إيطاليا.. ولا عزاء للجبناء!

ألف مبروك إيطاليا، استحق المنتخب الأتزوري التتويج بلقب كأس أمم أوروبا التاريخي الغريب العجيب المقام على 11 مدينة، ليفوز بالمباراة النهائية في ويمبلي وسط أكثر من 60 ألف إنجليزي، لأن لاعبي الأتزوري، ومدربهم المغامر مانشيني، لعبوا بثقة وكبرياء من قلوبهم، وأدوا بروح قتالية عالية، فكانت "الجرينتا"، التي ألهمتهم الفوز والنصر وانتزعت لهم اللقب الأوروبي الثاني في تاريخهم العالمي الكبير.

الفوز بركلات الترجيح يخالطه الحظ والتوفيق، ولا يعكس تفوقاً ملموساً، ولهذا لا أريد أن أقسو كثيراً على منتخب الأسود الثلاثة الإنجليزي، الذي تقدم مبكراً في المباراة النهائية، وأنهى المباراة متعادلاً، ولكن النقد واللوم الحقيقي، يقع على عاتق المدرب ساوثجيت، الذي افتقد الشجاعة والمغامرة والتخيل، ولم يضع الثقة الكاملة في تكتيك هجومي شامل واستراتيجي، معتمداً على نجوم كبار وموهوبين، ولم يستغل نجوماً رائعين على الخط مثل راشفود وغريليش وسانشو.

وفضل الصاعد ساكا ظهير أرسنال، عديم الخبرة الدولية، سواء في اللحظات الحاسمة في الوقت الإضافي أو في ركلات الترجيح، فطارت منه المباراة واللقب والتتويج القاري الأول في تاريخ الكرة الإنجليزية، التي عانت طوال تاريخها من عدم امتلاك لقب وحيد على مستوى منتخبات القارة، وللأسف سوف تستمر المعاناة حتى حقبة أخرى أرجو ألّا تكون بعيدة.


ظهر اهتزاز ساوثجيت، رغم هدف التقدم المبكر للوك شاو بعد دقيقتين، فتراجع لما بعد نصف الملعب، وفشل في دفع لاعبيه لزيادة الغلة، رغم تسرع الطليان للهجوم رغبة في التعويض والعودة للمباراة، ولما خطف لهم بونوتشي هدف التعادل منتصف الشوط الثاني، لم يغير ساوثجيت قناعاته، ولا تحفظه.


ووجد العملاق هاري كين نفسه محاصراً، بين كماشتي كيلليني وبونوتشي، دون معاونة أو دعم زملائه، خاصة سترلينج، وتحرك ساوثجيت ببطء، وافتقد المغامرة والشجاعة بتغيير لاعبي الوسط المتحركين، فبقى الهجوم الإنجليزي مهادناً، مع الدفع بهندرسون وساكا، وتباطأ في الدفع بجريليش، وانتظر للحسم بركلات الترجيح ،وأرجأ مشاركة النجمين راشفورد وسانشو للدقيقة الأخيرة، وكانت نظرية خاطئة دفع ثمنها، النتيجة والتتويج وخسارة المجد الذي انتظرته إنجلترا، منذ 60 عاماً، فتحول إلى خيبة أمل كبيرة.