الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

الخدمة والزبون.. التقنية في المنتصف

خلال العشرين عاماً التي مضت كان هناك كثير من الكلام عن الشركات التقنية التي تتسبب في اضطراب ما في سوق ما وتغيره للأبد، وفي الغالب تُغيره لصالحها، القديم يتلاشى والجديد يكون عبارة عن شركة تقنية بتطبيق ينظم القديم بطريقة جديدة، لكن الشركة وضعت نفسها في المنتصف لتنظم العلاقة بين طالب الخدمة ومقدمها.

خذ مثلاً أوبر وليفت وهما خدمتان للمشاركة بالسيارات، إن كُنت تملك سيارة فيمكنك أن تستخدمها لتكسب بعض المال باستخدامها مثل سيارة الأجرة وتعرض خدمتك في التطبيق ويطلب خدمتك من يحتاج لسيارة، كانت هذه هي الفكرة وكانت تسمى اقتصاد المشاركة، الناس يشاركون بما لديهم من موارد وفي هذه الحالة السيارات، ما حدث أن الخدمة بسرعة بدأت تؤثر سلباً على سيارات الأجرة التقليدية حول العالم لدرجة أن مدناً منعت الشركة من العمل في طرقها.

تغيرت الفكرة ليعمل للشركة العديد من الناس، الذين لا توظفهم الشركات ولا تتحمل تجاههم أي مسؤولية، مالك السيارة هو المسؤول عن السيارة وصيانتها وأي تكاليف أخرى والشركة لا تدفع له راتباً أو أية فوائد أخرى، الشركة لا تهتم بالسائقين، وهم أساس الخدمة لأنها تعلم أن هناك طلباً عالمياً كبيراً على الخدمة وإن توقف سائق عن العمل فسيأتي غيره.


أوبر وأي.. شركة مماثلة وضعت نفسها في المنتصف بين الراكب والسائق وتأخذ قيمة من الطرفين، لا شك أن أوبر بتطبيقها تقدم قيمة لمستخدم الخدمة لكنها أيضاً تصنع العديد من المشاكل لمقدمي الخدمة أو سائقي السيارات بالتحديد، هذا النمط يتكرر مع شركات تقنية أخرى.