الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

وظائف.. ولقمة عيش

اتَّصل بي في يوم ما مديري السابق يعرض عليّ وظيفة، في إحدى شركات الطيران الوطنية، فشكرته واعتذرت له بأنني قد انتقلت لعمل جديد منذ عدة أشهر، واستكملنا حديثنا عن الوظائف.

قلت له مازحاً: إنني على استعداد للعمل في شركة الطيران مستقبلاً، ولكن في وظيفة معينه وهي أن أتخفى كمسافر عادي، يسافر على درجة رجال الأعمال والدرجة الأولى إلى جهات مختلفة في العالم، وذلك من أجل تجربة وتقييم السفر على الدرجتين، وتجربة الطعام والخدمة، بالإضافة إلى تجربة الفنادق التي تعمل مع الشركة وتجربة مطاعمها ومنتجعاتها (ومساجها) وكتابة تقرير عنها؟.. فردّ مديري: أنه إذا كانت هناك وظيفة بتلك المواصفات فهو شخصياً مستعد أن يترك وظيفته كرئيس ويعمل بها.

يقال أن (لقمة العيش صعبة)، فما بالك إذا ما كانت أيضاً غريبة وعجيبة؟، فمثلا هناك وظيفة (مستخرج سم الثعابين) حيث يقوم باصطياد واستخراج السم من الثعابين للأغراض الطبية، وهناك وظيفة (المعالج النفسى) للقطط والكلاب التي تعانى من الاكتئاب.


وهناك أيضاً وظيفة متذوق طعام الحيوانات، التي لا يعرف أغلبنا المذاق الذي يرضي أذواقها، وتكمن مهنة هذا الشخص في اختبار مذاق وجودة ما تنتجه مصانع الحيوانات.


وهناك وظائف لا علاقة لها بالحيوانات، ولكن تظل غير عادية مثل مُختبِر الأسرّة الفخمة، حيث يطلب منه الاستلقاء والنوم على سرير فاخر كل يوم، بقصد اختبار جودة السرير وأحياناً يقوم بتدفئة السرير خاصة في الفنادق ذات المناخ البارد، قبل وصول الضيف للحجرة.

وهناك وظيفة تجهيز الحقائب، وهذه الوظيفة تنتشر في المدن العالمية مثل: نيويورك ولندن وطوكيو، كذلك يتم توظيف البعض للوقوف في الطوابير فقط لإغراء الآخرين للترويج للمحل، وحجز في الطابور خلال فترة التنزيلات الكبيرة أو إطلاق المنتجات الجديدة مثل الهواتف، أو حتى حجز الطاولات في مطاعم وكافيهات مشهورة بزحمتها من أجل أن يصل الزبون، ويجلس على الطاولة معه دون الحاجة إلى الحجز أو الانتظار، وهناك أفراد وظيفتهم اللعب بألعاب الفيديو الجديدة، وإعداد تقارير عنها قبل طرحها في السوق، وفي اليابان هناك موظفون مهمتهم دفع الركاب إلى الداخل القطار بأي طريقة حتى يتم إغلاق الأبواب لينطلق القطار.

وفي مدينة أمستردام الهولندية الأكثر عشقا للدراجات في العالم، هناك مشكلة تواجهها المدينة، وهي: أن هناك 14 ألف دراجة تغرق في الممرات المائية، وهو ما جعل المدينة تدرج وظيفة «صائد الدراجات»، حيث يقوم العاملون في هذه الوظيفة بالسباحة في الممرات المائية واصطياد الدراجات الغارقة.