الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

رجال «مغرر بهم»

اعتدنا أن نسمع عن قصص الفتيات المغرر بهن من قبل الشباب كمعضلة أخلاقية وسلوكية تواجههن في مختلف مراحلهن العمرية واتفقنا ديناً وعرفاً وقانوناً على عدم جواز أفعال كهذه.. ولكن ماذا إذا كان العكس هو ما يحدث في زمننا الحالي؟

أخبرتني إحدى الأمهات عن قصة ابنها الشاب الذي ألقت عليه فتاة عربية بنظرة وابتسامة بمكان عام، وبادلته السلام، لتقوم لاحقاً هي ورفيقاتها باستدراجه مع صاحبه، ومن ثم الإبلاغ عنهما بحجة الملاحقة ونية التحرش.. ليكتشف لاحقاً أن البعض اعتدن تصرفات كهذه بقصد الحصول على مبالغ مالية كتعويض مقابل التنازل.. أو جرّ الشباب لقضايا بغية الانتقام اللاواعي نتيجة فشل في علاقات عاطفية سابقة رحن ضحيتها.. وملفات مراكز الشرطة مليئة بقصص مشابهة!!

وبحسب بيانات سابقة تعتبر بلاغات التحرش الجنسي بالرجال نادرة، سواء من نساء أو من رجال آخرين.. وقانوناً تم تعديل المادة (359) مكرر التي كانت تحصر تلك الجرائم على الإناث، بأن حقق المساواة في ما يتعلق بالحماية من جرائم ذات طبيعة حساسة، يتكتم الضحايا بشأنها غالباً، إذ يوفر الآن مظلة للرجال، بعد أن اقتصر في السابق على النساء، وهذا ما يستدعي النظر دائماً في تحديث التشريعات والقوانين ذات العلاقة بالأفراد وحياتهم العامة.


ولست هنا بصدد الدفاع عن أيٍ من الطرفين ولا التبرير، فالسلوك المشين لا يحجبه غربال شمس الفضيلة والأخلاق، والحياء زينة للشباب، ويكفي أن تجلس في زاوية إحدى المقاهي لتلاحظ بعينك مدى سوء القول والفعل بين الجنسين في المراكز التجارية والمطاعم وغيرها، ما يدفع البعض للعزوف عن التواجد في أماكن بعينها، نتيجة السمعة التي قد تلحق بهم من هكذا أفعال شاذة، ولا نستثني بعض السياح من ذلك!