الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

ليلة إنجليزية مظلمة

لا يزال هناك الكثير مما يقال عن يورو 2020، بأسرارها ومفاجآتها الدرامية، ومفاتيح اللقب، ولكن ما لا أصدقه، كيف تتجمع الظروف والمواءمات، لتمنح للإنجليز، إقامة 6 من مبارياتهم السبع على الأراضي الإنجليزية، وهل هذه مجرد مصادفة؟

وبعيداً عن خيبة الأمل المحبطة للإنجليز، ومختلف أجيالهم الكروية، فلا أجد أي أعذار لهذه العنصرية الإنجليزية، في التعامل مع المنافسين، والإساءة للنشيد الوطني للعديد من الدول خلال عزفه قبل بدء المباريات، وهذا التعامل العنصري مع المنافسين والدول، خاصة بعد الخروج من منطقة اليورو، والواضح أن الميديا والشخصيات العامة والحكومة الإنجليزية لم تبذل أي جهود كافية للتعامل معه، باعتبار إنجلترا جزءاً من الكيان والتاريخ والوحدة الأوروبية، بصرف النظر عن خروجها من الكيان السياسي والاقتصادي لمنطقة اليورو.

واكتوى الإنجليز، بنار عنصريتهم، بعد أن انهزموا، وفقدوا اللقب من بين أحضانهم في اللحظات الأخرة من مقامرة ركلات الترجيح، وللأسف لم يتمسكوا، بأي قدر من الروح الرياضية والإنسانية، فأطلقوا نيران غضبهم وعنصريتهم تجاه نجومهم الصاعدين، راشفورد، وجادون سانشو، وبوكايو ساكا، الذين غاب عنهم التوفيق في ركلات الترجيح.

ورغم التدخل الحاسم والسريع من الزعيم البريطاني بوريس جونسون، مع منصات السوشيال ميديا، فإن رسائل الكراهية، وصلت بالفعل، وأدت لإيذاء النجوم السمر، وقال النجم هاري ماجواير، كانت هناك إهانات فظيعة، وكان بمثابة يوم مظلم للكرة الإنجليزية.

وتحدث جونسون، أمام البرلمان الإنجليزي، وأوضح أنه التقى ممثلي منصات السوشيال العالمية، مثل فيسبوك وتويتر وتيك توك وانستغرام، وأوضح لهم، أن إنجلترا، ستشرع في علاج مثل هذه المشاكل العنصرية، عبر مشروع قانون الأضرار عبر الإنترنت، وأنه سيتم تغريم شركات التواصل الاجتماعي، 10% من إيراداتها العالمية إذا لم تنزع الكراهية من منصاتها، عبر اعتمادها وتطبيقها هذه التشريعات، التي تهدف إلى التصدي للإساءات العنصرية على الإنترنت.

ولكن هل المشكلة في منصات السوشيال ميديا، أم جماهير الكرة الإنجليزية أنفسهم؟

أوضح جونسون أن الحكومة ستغير أيضاً عقوبات حظر دخول الملاعب، لضمان منع الأشخاص المدانين بتوجيه إساءات عنصرية ضد اللاعبين، من حضور المباريات بالملاعب، ولن نسمح باستثناءات ولا أعذار.. وللقضية بقية من متابعة.