الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

عادت الحياة وغابت الروح

بدأت الحياة تعود تدريجياً لملاعب كرة القدم بعد أشهر من التوقف والحرمان بأوامر من كورونا، عادت الحياة بعد سريان قرار تخفيف التعليق الحذر على الأنشطة الرياضية والحياتية في مختلف بلدان العالم، التي حاصرها الوباء وسرق منها فرحتها وسلب منها الكثير من الأصدقاء والأحباء، عادت الحياة ولكنها عادت بلا روح وبلا ابتسامة وبملامح مختلفة، أما ما تخبئه النفوس فهي كثيرة وكبيرة ويمكن قراءتها على الوجوه، فأزمة كورونا غيرت ملامح العالم التي لم تعد كما كانت عليه قبل فبراير 2020، وحتى تعود يجب علينا الانتظار والانتظار والتمسك بالأمل والإصرار على الحياة إلى أن تعود الروح.

قبل أيام عادت عجلة الحياة لتدور في أكبر بطولة في القارة العجوز وتزامن معها عودة منافسات كأس أمريكا الجنوبية، وكانت ملاعب أوروبا سبّاقة في عودة الحياة لملاعبها، وقريباً ستشهد الدوريات الأوروبية الكبرى عودة الجماهير للملاعب، ومن تابع شغف الجماهير لمتابعة مباريات بطولة أوروبا يستشعر حجم الدمار الذي أحدثته الجائحة، وجعلت الملاعب خاوية على عروشها ومدرجاتها تشتكي من ابتعاد الجماهير، لتسلبها أجمل ما تملك بغياب المتعة والإثارة وحرمتها من الوصول للملاعب وحضور المباريات، التي ظلت لأكثر من عام ونصف تقام خلف الأبواب المغلقة ووسط مدرجات خالية ونجوم لا يصفق لهم أحد.

الجماهير هي ملح كرة القدم وصوتها في المدرجات أجمل ما في كرة القدم، وبدونها فلا أهمية للعبة الشعبية الأولى في العالم، ومع أن قرار تعليق الحضور الجماهيري كان خارج إرادة الجميع بسبب الجائحة، فإن مفعولها لم يعد سارياً بعد أن انتصرت البشرية في معركتها ضد كورونا، هكذا تبدو الصورة أمامنا وهكذا يتصور الجميع بعد مشاهدة ملاعب بطولة أوروبا، التي سجلت الحضور الأول للجماهير في المدرجات بعد الجائحة، فهل تكون تلك العودة نهائية وإعلاناً على انتصار البشرية، أم أن لجائحة كورونا رأياً آخر وحلقة جديدة من حلقات التحورات التي لا نهاية لها.

كلمة أخيرة

عادت الحياة للرياضة وهذا هو المهم ولكن حتى تعود الروح التي سلبتها الجائحة، علينا الانتظار كثيراً.