الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

كيف لا نحب مصر؟

من ينكر فضل مصر على الثقافة العربية وعلى العلم وعلى مسيرة الفن، سواء الموسيقي أو التشكيلي العربي، فهو جاحد، والذي ينكر دور الشخصية المصرية في الحراك الثقافي والعلمي العالمي جاحد أيضاً، الأسماء والشخصيات كثيرة، لكني سأذكر بعض الأسماء التي لا تزال حاضرة في المشهد العالمي ولا يزال صداها يتردد في المحافل العلمية والأدبية: نجيب محفوظ الحاصل على جائزة نوبل للآداب، الدكتور مجدي يعقوب جراح القلب الشهير، أحمد زويل الحاصل على جائزة نوبل في الكيمياء، فاروق الباز العالم الجيولوجي في وكالة ناسا، وغيرهم كثير.

في ذاكرتنا الشعبية الإماراتية كثير من الفضائل التي نكتنزها لمصر، في التعليم والثقافة وأمور حياتية وسياسية لا تحصى، ولا يزال كثير من أبناء الأجيال السابقة يتذكر أن أهالي الشارقة كانوا ينظمون احتفالاً كبيراً أشبه باحتفالات الأعراس للقادم من مصر من رحلة تعليمية.

لقد فرحت كثيرًا بزواجي عام 1993 وقد قسمت شهر العسل إلى قسمين، أسبوع في خورفكان وثلاثة أسابيع في مصر، وكانت أياماً رائعة، تمشينا فيها على كورنيش النيل، وزرنا المتحف المصري في ميدان التحرير وأماكن عديدة مثل الأهرامات، وخان الخليلي، والحسين، وخلال تلك الزيارة كونّا عدداً من الصداقات التي لا تزال حتى اليوم.


عام 1998 كانت لي واحدة من أهم الزيارات لمصر مع وفد ثقافة الشارقة لتنظيم أسبوع الشارقة الثقافي، احتفاء بالشارقة عاصمة للثقافة العربية، وكان ذلك في قاعة اللوتس بمدينة نصر على هامش معرض القاهرة الدولي للكتاب.


ذلك الاحتفال المبهر الذي حضرناه في مصر العاصمة الأولى للثقافة العربية لا يوصف، بحضور فاروق حسني وزير الثقافة، والدكتور سمير سرحان رحمه الله نائب وزير الثقافة رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب.

ثم توالت زياراتنا لمصر، سواء لحضور موسم العروض المسرحية، أو لزيارة معرض الكتاب ومكتبات القاهرة، أو زيارات رسمية مع وفود حكومية، لكن كل تلك الزيارات كانت لا تخلو من معرفة ومن ابتسامات وضحكات صادقة، ومن علاقات إنسانية يخفق لها القلب وترتاح لها النفس.

بحق لا يمكن إحصاء عدد اللحظات الجميلة في مصر، فكل التفاصيل وكل اللحظات لا يمكن وصفها إلا بالحُسن، وكل التفاصيل هي من فسيفساء الجمال الحقيقي.

فكيف لا نحب مصر؟!