الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

أمن الأسرة الطبيعية.. أوّلاً

في إحدى اللقاءات التلفزيونية مع الراحل د. أحمد زويل: قال إن والدته كانت كل صباح تُلصق على باب غرفته ورقة صغيرة كتب عليها «الدكتور أحمد زويل».

وهذا ما جعله منذ طفولته مقتنعاً أنه سيغدو دكتوراً حين يكبر، وفي إحدى لقطات «سناب شات» التي جرى تداولها بكثافة: تقول الأم لطفلتها: أنت حلوة، فترد الطفلة: لا. أنا بقرة، وتجادلها الأم وهي تضحك: لا لا.. أنت حلوة، فترد الطفلة بكل قناعة: «لا! خالو قالي أنا بقرة، فأنا بقرة».

وأنا أشاهد موجات مسيرات دعم المثليين في أوروبا والموجات المعارضة لها، تذكرت هذين المقطعين اللذين يُبينان أن الأطفال يتبنون الصورة التي يغرسها الكبار عنهم في أذهانهم.


احتشد عشرات الآلاف من المثليين ومؤيديهم وطالبوا بتعديل القوانين التي يرون أنها تمييزية ضدهم، هذه المطالب تجاوزت الاعتراف بهم والتعامل معهم بإنسانية بعيداً عن الازدراء والعزل الاجتماعي، إلى مطالب وصفها معارضوهم بأنها تهدد استقرار المجتمع، مثل تمكين المثليين من عقد الزواج الديني، والسماح لهم بتبني الأطفال، وتسهيل إجراءات تأجير الأرحام، واعتماد الطرف الثالث في العلاقات التي ينتج عنها أطفال، وقد أدّت هذه المطالب إلى اندلاع مظاهرات أخرى منددة بمطالب المثليين، كما خلقت أزمات سياسية بين الأحزاب المحافظة التي ترفض تلك المطالب والأحزاب المنفتحة التي تدعمهم.


وبعيداً عن الجانب الحقوقي وتعقيدات حقيقة الميول المثليّة وكيفية تمييزها، فإن الخطر الذي يزعزع أي مجتمع هو أن يُجرى بث تلك الأفكار والحالة الشخصية والسلوكية للأطفال دون ضوابط أخلاقية، فتنشئتهم تحتاج إلى رعاية نفسية واجتماعية تمكنهم من بناء شخصية سوية قادرة على تشكيل صورة للذات والآخر وبناء الأحلام والطموحات، ثم يترك لهم بعد سن النضج اختبار طبيعة حياتهم واتجاهها.

وما يخشاه الكثيرون، خصوصاً في عالمنا العربي، أن يتم طرح مسألة «الهوية الجنسية» وتزيينها للأطفال تحديداً، وعبر أفلام الكرتون والألعاب الإلكترونية، باعتبارها (حقاً وخياراً) لا يختلف عن حق الطفل في اختيار لون ملابسه أو نوع الحلوى التي يفضلها، وهذا ما سيشوش أفكارهم ووجدانهم ويدخلهم في خيارات فوضوية ستؤثر في مستقبلهم ومصيرهم، فتعليم الطفل أن بإمكانه أن يكون مثلياً نموذجياً وجذاباً، لا يختلف عن سلوك الخال الذي أقنع الطفلة بأنها بقرة.

إن أساس المجتمعات القوية المتقدمة هي الأسرة السوية المستقرة، وهي ما يتعين دعمها وحمايتها وعدم جرها لأي قضايا لا تمثلها، أو زجها في مشكلات لا تعاني منها.