الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

قائمة «ما الذي يُزعجنا؟»

كنتُ أتوقّع أفواجاً من النساء تتوافد على مراكز التجميل كما كنّا نعهد في مواسم العيد، وكنت قد عددت العدة بقائمة تطول لأسماء بدائل في حال كان الازدحام كبيراً، ونظراً لالتزام المرافق العامة بالإجراءات الاحترازية لمنع تفشي وباء كورونا ـ عافانا الله وإياكم ـ المتوقع لم يكن واقعاً، وكان هناك متسع للجميع.

لكن الفرحة كانت لحظيّة حين وجدت مكاناً، إذْ سرعان ما تلاشت حين استشعرت بأن شيئاً ما قد تلاشى أيضاً.. إنها بهجة العيد التي رحلت برحيل الازدحام، ودفء الابتسامات التي توارت خلف الأقنعة.

أذكر أن كثيراً من النساء كنّ يلعنَّ هذا الازدحام ـ علناً ـ ويتمنين زواله، لربما تمت استجابة دعواتهن! هذا الشعور جعلني أعيد النظر في قائمة «ما الذي يزعجنا؟» وهل فعلاً كل ما صنّفناه مُزْعِجاً يستحق حيزاً من سلام أرواحنا أم أنه كان يخبئ شيئاً من الجمال بين حناياه؟


أدركت أن الطريق الذي كان يطول بنا مع أحبائنا لم يكن وقتاً ضائعاً بل وقتاً مستقطعاً لقضائه معهم، وأن الجلوس وراء مكتب لساعات لم يكن قيداً مفروضاً علينا بل فسحة لممارسة الحياة، وأن الشمس الحارقة هي أحنّ علينا من عتمة الأماكن المغلقة، وأنها الأكثر برودة على قلوبنا حين تصافحنا مع من نحب.


الروتين بحد ذاته قد يكون نعمة في ظل المتغيرات الجذرية، التي تطرأ في العالم كل يوم، فإن كان لديك 5 دقائق، سجّل ما قد يرد على خاطرك من إزعاجات، ثم استشف ما لم تره فيها من جمال، ربما تتحول بسحر الإيجابية إلى قائمة للسعادة.