الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

هالة كرة القدم

منذ انطلاقتها الأولى، شغلت لعبة كرة القدم العالم وأصبحت جزءاً لا يتجزأ من النشاط الإنساني، إلى أن تحوّلت إلى لعبة شعبية تحكمها قوانين واضحة.

شهدت اللعبة العديد من التعديلات في اللوائح والقوانين، منها التبديلات وأرقام القمصان وتنظيم البطولات والبطاقات الملونة وغيرها، وصولاً إلى استخدام «الفار» في التحكيم لتقليل الأخطاء ولتحقيق مزيد من العدالة، فقد عانت بعض فرق الأندية والمنتخبات الوطنية من أخطاء فادحة غيرّت النتائج ومنحت ألقاباً لفرق لا تستحقها.

كانت تلك التغييرات تدريجية ومقبولة وأضافت سحراً جديداً لكرة القدم، لأنها جعلت اللعبة أكثر تنظيماً ووضوحاً، لكن كرة القدم لم تسلم من الفساد، سواء من حكومة اللعبة الأم أو من المراهنات والمنشطات، وغيرها من الأمور.

من المعروف أن ما يسمى بالمال السائب في فيفا والاتحادات القارية وبعض المحلية يُحفّز على الفساد لعدم وجود رقابة كافية، أو يمكن القول إن الحرامي يلعب دور اللص والمراقب في وقت واحد في المؤسسات المذكورة، لذلك يصعب إيجاد حل جذري لهذه المشكلة، والفاسدون يسعون لتغيير القوانين لصالحهم من أجل سهولة العبث بمال اللعبة.

لكن، على الرغم من هذه العلامة السلبية، بقيت كرة القدم تُنشط الاقتصاد العالمي وتُطعم أكثر من مليار نسمة حول العالم، أي إنها أصبحت قوة اقتصادية لا يستهان بها، كما هي قوة اجتماعية ولها تأثيرات نفسية إيجابية على اللاعبين والمتفرجين.

التغييرات في قوانين ولوائح اللعبة لن تتوقف، لذلك يمكن أن نرى تعديلات جديدة عاجلاً أم آجلاً من أجل مصلحة الكرة، أو من أجل مصلحة أشخاص في حكومة الكرة.

كل ما نريده، أن تقوم الاتحادات العربية لكرة القدم بتشكيل مجموعة ضغط قوية، وترفع البطاقة الحمراء بوجه أي قانون جديد لا يخدم اللعبة، فالوقت مناسب لكي تتحول اتحاداتنا إلى قوة ضاغطة وتنهي مرحلة الاكتفاء بالتصفيق لهذا القرار أو ذاك.

كرة القدم لها هالة سحرية، وهذه الهالة اكتسبتها من جذورها وقوانينها ونجومها وملاعبها وبطولاتها وتاريخها وجغرافيتها، لذلك على اتحاداتنا أن تقف سداً منيعاً بوجه كل من يحاول إطفاء هذه الهالة.