الثلاثاء - 23 أبريل 2024
الثلاثاء - 23 أبريل 2024

العيد.. والإنفاق الاستهلاكي

تكتسب الأعياد في زمن كورونا أهمية خاصة بالنسبة لأغلب الموردين والشركات والمحلات التجارية وتجار التجزئة، إذ تعتبر اختباراً حقيقياً للمكاسب في أهم مواسم ذروة المبيعات، بينما يستعد المستهلكون للاستمتاع بمنتجات وخدمات توازي ما يقدمونه من أموال، بعد عام مضطرب للإنتاج وسلاسل الإمدادات العالمية.

ربما لن يتمكن البعض من تحمل نفقات العيد التقليدية، إلا أن الموسم يظل رهاناً ممتازاً للقطاعات الاقتصادية المختلفة، وعلى سبيل المثال، من المتوقع خلال عطلة عيد الأضحى انتعاش حركة السياحة الداخلية بشكل أساسي بفعل ارتفاع الطلب على الحجوزات والسفر وتنامي معدلات إشغال الغرف الفندقية، وهذا الأمر سينعش بكل تأكيد إيرادات القطاع السياحي.

ومن المرجح أن يلقي الإنفاق الاستهلاكي بظلاله الإيجابية على قطاعات مهمة مثل الترفيه والتسوق والمطاعم والمشغولات الذهبية، وعلى سبيل المثال تدرك الإمارات أهمية الإنفاق المحلي في دعم النمو، ولهذا أتمت استعدادها مبكراً لموسم يشي بالرواج الاقتصادي، ووعدت الزوار والمقيمين بمفاجآت مذهلة خلال عيد الأضحى، من بينها فرصاً لربح مئات آلاف الدراهم والإقامات في فنادق خمسة نجوم، ولا شك أن هذا الأمر سيزيد من حركة التدفق السياحي إليها، حيث استقبلت أكثر من 3.7 مليون زائر دولي من يوليو 2020 وحتى مايو 2021.


يلعب الإنفاق الاستهلاكي في الدول العربية دور المحرك الرئيس لمعدلات النمو الاقتصادي والتوظيف وزيادة الإيرادات غير النفطية، وهناك مساع حقيقية لرفع مساهمته في الناتج المحلي الإجمالي للدول العربية، وعلى وجه الخصوص، ناتج دول مجلس التعاون الخليجي بحلول عام 2030، الأمر الذي يدعم النمو الاقتصادي بعد الجائحة، ويسهم في توظيف الكوادر الوطنية، ويخفض معدلات البطالة.