الثلاثاء - 23 أبريل 2024
الثلاثاء - 23 أبريل 2024

السياحة الفضائية.. حلم يتحقق

لطالما شكل الفضاء لغزاً للإنسان دفعه إلى محاولات استكشافه، ومعرفته وتفكيك شيفرته، فكان الاهتمام الدولي بغزو الفضاء، وبقي الاهتمام مقتصراً على الدول وسط تنامي شغف القطاع الخاص، حتى تحقق الإنجاز الأخير بأول رحلة يمكن وصفها بالمدنيّة، حيث وصل الطفل الذي كان يعاني من مرض عسر القراءة، وصعوبة في قراءة المناهج الدراسية، إلى «حافة الفضاء» في رحلة هي الأولى من نوعها، فقد عاد رجل الأعمال والملياردير البريطاني «ريتشارد برانسون» إلى الأرض بعد رحلة قصيرة إلى حافة الفضاء على متن مركبة تابعة لشركة «فيرجن غالاكتيك».

وحلق برانسون فوق نيومكسيكو في الولايات المتحدة في المركبة، التي عملت شركته على تطويرها على مدى 17 عاماً، وقال: إن الرحلة كانت بمثابة «تجربة عمر» بالنسبة له، وبذلك يصبح برانسون أول سائح يصل إلى الفضاء الخارجي، متفوقاً على «إيلون ماسك» مالك شركة «تيسلا»، و«جيف بيروس»، مالك شركة «أمازون».

وفيما تلقَّى السير ريتشارد برانسون رسالة تشجيع من جيف بيزوس، برغم التنافس، أعلن مؤسس موقع أمازون جيف بيزوس إنه سيطير إلى الفضاء مع شقيقه في أول رحلة على متنها بشر سوف تطلقها شركته «بلو أوريجن».

من هنا نقول: إن الشغف بالفضاء لم يقتصر على الغرب فقط، إنما الإمارات التي رفعت شعار «لا شيء مستحيل»، لم تبقه شعاراً فقد وصل مسبار الأمل إلى الكوكب الأحمر، ليجعل دولة الإمارات الأولى عربياً والخامسة عالمياً في بلوغ المريخ.

أما إذا تحدَّثنا عن الاهتمام الإماراتي بعلوم الفضاء، فإنه يعود إلى سبعينيات القرن الماضي عندما التقى المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، فريق وكالة «ناسا» المسؤول عن رحلة أبولو إلى القمر، حيث كان ذلك اللقاء، حافزاً لتوجيه الاهتمام إلى قطاع الفضاء.

وحققت الإمارات قفزات استثنائية في هذا القطاع، من أبرزها 7 إنجازات، تتضمن إصدار قانون الفضاء، مشروع مسبار الأمل، أول رائد فضاء عربي يصل إلى محطة الفضاء الدولية ويجري تجارب علمية، إصدار السياسة الوطنية للفضاء، تأسيس أول برنامج متخصص لإعداد وتدريب رواد الفضاء في الوطن العربي، إطلاق أقمار صناعية لترصد الأرض، والإعلان عن مشروع «المريخ 2117» لاستكشاف الكوكب الأحمر.

ومرة أخرى يكفي أن نقول في النهاية: إن دولة الإمارات العربية المتحدة نجحت في بناء موارد بشرية إماراتية عالية الكفاءة في مجال تكنولوجيا الفضاء وتطوير المعرفة والتطبيقات الفضائية، التي تعود بالنفع على البشرية، وهذا قد يمكنها مستقبلاً من قيام أول مركز للرحلات السياحية إلى الفضاء طالما أن قاموس القيادة الإماراتية خالٍ من المستحيل.