الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

مقاصد الحج.. في زمن الوباء

سبق أن حلّ موسم الحج في فترات الأوبئة عبر التاريخ، مثلاً بسبب الطاعون والكوليرا قديماً، واليوم تأثّر بكورونا، لكن فضائل الحج بحدّ ذاته لم تتأثر.

الحج سيبقى حاضراً بروحانياته الدينية، والامتثال لقيمه الأخلاقية، وإن كان دون كثير من عاداته المجتمعية.

وفي هذه الأيام الاستثنائية -الوباء- هو إعانة للعباد للإقبال على الطاعة، وتزكية لقلوبهم وتعزيز للتقوى، وفي هذا من الفضل والخير ما لا تبلغ مداه العقول، فإن لم نُرِ الله من فضائل أعمالنا في شهور الطاعات ما يحبه ويرضاه عنا فمتى نفعل ذلك؟


إنّ تأثير الجائحة وانعكاساتها السلبية لن يلغي قيم ومقاصد الحج العليا ومزاياه الروحية، لا سيما أن الشهر يجمع فيه شرف الزمان والمكان من حيث فيه الأيام العشر، وأعظمها يوم عرفة، يوم عظم الله أمره وتجاب فيه الدعوات، وتُقال العثرات، ويُباهي الله فيه الملائكة، وجنى ثمارها الإنسانية والروحية؛ (لِتَعَارَفُوا)، وتتجلى بأفضل مظاهرها سواء في تعزيز الألفة والوحدة والتآخي، وبهذه الأعمال تترقّى النفس وتألف الطاعة وتتعود على العبادات، والتزود من التقوى فهي أهم مقاصد كل الشعائر الدينية.


ومهما اختلف المسلمون في المذاهب والفرق، فإنه لا اختلاف بينهم على أصول الدين ومنها: مقاصد الحج، لهذا أكد النبي - صلى الله عليه وسلم - في حجة الوداع أهم الوصايا للمسلم التي هي بمثابة منهاج حياة، لما لها من مآثر أخلاقية تجعل المسلم ينفعل ويتفاعل معها.

ومن أهم تلك الوصايا الجامعة لمعالجة الواقع الراهن، وذلك في قوله عليه الصلاة والسلام: «إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم بينكم حرام، كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا..».