الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

تونس رفعت رأسنا

سبحان الله.. التاريخ يعيد نفسه أحياناً، تونس الخضراء، رفعت رأس العرب من جديد في دورة طوكيو الأوليمبية 2020، بعد أن فعلتها في دورة طوكيو 1964، وكانت صاحبة البصمة العربية الوحيدة بفضية العدّاء محمد القمودي، وبرونزية الملاكم قليجة.

وانتظرت تونس 57 سنة أخرى، لتكرر الإنجاز والتألق والبصمة العربية مرة جديدة، ونرجو ألّا تكون الوحيدة، ولكن هذه المرة وضع "التوانسة" بصمتهم مبكراً، بفضية التايكوندو لمحمد خليل الجندوبي في وزن 58 كلغ، ثم الذهبية المفاجئة التي أصبحت حديث العالم في سباق 400 متر سباحة حرة للفتى الرائع أحمد أيوب الحفناوي.

ولأنه في الألعاب الرقمية، تظهر أهمية تحليل الزمن والأرقام، فإن الحفناوي صاحب الـ18 عاماً، كان صاحب أبطأ زمن في المتأهلين للسباق النهائي، وانطلق من الحارة الثامنة، ولكنه حقق الأداء شبه الأسطوري، ليقلب الطاولة رأساً على عقب على منافسيه، حيث تألق من أول 200 متر، ليحتل المركز الثاني، ثم ضاعف جهده، ليتفوق على منافسه الأسترالي الشرس جاك ماكلوجلين، بفار ق أكثر من 16% من الثانية، مسجلاً زمناً قدره 3 دقائق و43 ثانية و36 جزءاً من الثانية، بينما جاء الأمريكي كيران سميث ثالثاً في السباق.


كل خبراء ونجوم السباحة، انبهروا بإنجاز الحفناوي، وعلى رأسهم أسطورة السباحة الأمريكي الشهير مايكل فيلبس، صاحب إنجاز الـ23 ميدالية ذهبية، الذي امتدح الأداء المذهل للحفناوي، وقال إن هذا الفوز المفاجئ، كان مثالاً رائعاً على المفاجآت التي يمكن أن نشهدها في طوكيو، وأضاف "أداؤه لا يصدق، أعتقد أنه كسر زمنه الشخصي بـ5 ثوانٍ تقريباً".


وسيحاول الحفناوي الذي يشارك في سباق 800 متر بعد يومين، تحقيق إنجاز مماثل، ولكني أشفق عليه بعد المجهود الشاق وانتزاع الذهبية، ويمتلك السباح العالمي التونسي أسامة الملولي فرصة كبيرة، لزيادة غلة تونس، باقتناص ذهبية ماراثون الـ10 كم في المياه المفتوحة، ويمتلك الملولي ذهبيتين في دورة بكين 2008، ودورة لندن 2012.