الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

المناسبات الدينية.. القيمة والأثر

ارتبط عيد الأضحى بركن الإسلام الأعظم وهو الحج إلى بيت الله الحرام من شهر ذي الحجة من كل عام مع ما يصاحبه من روحانيات لقوله تعالى: «ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلاً» (سورة: آل عمران ـ الآية: 97)، ومن لم يستطيعوا الحج من المسلمين تهفو أرواحهم وقلوبهم إلى بيت الله الحرام ويتشبهون بالحجاج ويحاولون فعل الخيرات في العشر الأوائل من شهر ذي الحجة، التي تعتبر أفضل الأيام عند الله، ومنها يوم عرفات حين يقف الحجاج على جبل عرفات، ويوم النحر أعظم يوم في الأيام العشر حين يقدم المسلم أضحية لوجه الله تعالى، فالأضحية في الإسلام تقوم على روح التضحية والعطاء ويهدي منها المسلم لله أو لوصل الرحم من ذوي القربى.

عاد عيد الأضحى وولّى ككل سنة، ولكن العنصر الثابت فيه أن حياة المسلمين تكاد تغيب عنها روح التضحية والتضامن والإيثار التي تُشكّلُ أساس وجوهر هذا اليوم، وكأنّ أعياد المسلمين قد أصبحت مجرد عادات وتقاليد بلا روح؟

فالعيد يقتضي منا أن نقف عند روحه الحقيقية التي هي عبارة عن الفداء والتضحية في سبيل الله فلن ينال الله لحوم الأضاحي ولا دماؤها بل يصل إليه التقوى منهم فحسب، وصار العيد من كل سنة يمر علينا كأنه عيد اللحوم، دون أن يكون للتقوى أو الإخلاص أو روح التضحية في أمور الدين، وفيما يخص علاقات المسلمين مع إخوانهم منها نصيبٌ أو سهمٌ، وللأسف حال المسلمين اليوم لا تعطي أملاً في بعث روح التضحية والإيثار في حياتهم بل على العكس نراهم في قمة الأنانية والتكالب على حطام الدنيا على حساب إخوتهم من المؤمنين، اللهم إلا في حالات نادرة، وقد شكا لي أحد الأصدقاء الهندوس من تفاقم مظاهر الأنانية لدى المسلمين وضعف روح العطاء والتضحية فيهم، بالرغم من أن دينهم يأمرهم بالإيثار ولو كان بهم خصاصة على حد قوله.


مظاهر الأنانية لدى المسلمين تشيع ولا سيما في العلاقات الاجتماعية فنجدها في مكان العمل حين يبخس الزملاء حقوق زملائهم والتجاوز عليهم على غير وجه حق؛ يهضمون حقوق الغير دونما خوف من الله أو تأنيب ضمير غير أنهم يقومون بالأضحية كل سنة، لذلك فالأعياد الدينية باتت أشبه بعمل روتيني أو تقليد اجتماعي خالية من معانيها الحقيقية التي يرمز لها العيد السعيد سواء عيد الفطر أو الأضحى.