الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

هروب موهوب بسبب إداري

تُغيّر شركات كرة القدم المحلية إداريي الفرق بسبب النتائج السلبية في المسابقات، وهذا التغيير هو علاج مفترض لمشاكل الفرق، لكنه في الحقيقة ليس علاجاً، بل عادة ما يكون قراراً لإرضاء الجمهور، أو استجابة لصرخاتهم التي تطالب بالتحسين.

ليست الأخطاء والنتائج السلبية السبب الوحيد في تغيير الإداريين، بل هناك عوامل أخرى، منها شخصية لا علاقة لها بالجانب المهني، وهذه المشكلة الأخطر، لأن إبعاد العناصر الإدارية المؤهلة تُفقِد الفريق الكثير من قوته.

أين يذهب الإداري المُقال؟

معظم الإداريين هم أبناء الأندية، لذلك على هذه المؤسسات أن تحتضن هؤلاء حتى في حال إبدالهم، وتوفر لهم فرصة لتطوير قدراتهم واكتساب مزيد من الخبرات، لأن الحاجة إليهم تبقى مستمرة، وليس من المنطق أن يعودوا بعد فترة طويلة بنقاط الضعف نفسها.

نأمل أن تركز الأندية على صقل مواهب الإداريين وتزجهم في دورات ثقافية تُحفّز التفكير النقدي لديهم وتساعدهم على التحليل السليم وتمنحهم الثقة بالنفس، لأن الانقطاع عن العمل يمنع الإداري من اكتساب تجارب إضافية.

هناك إداريون لا يمتلكون المرونة الكافية ويعملون بطريقة انفرادية، ويريدون تنفيذ جميع قراراتهم من دون مناقشة أو دراسة، وهذه السمة تجعل العلاقة متوترة بين الإداري وإدارة الشركة، لذلك يتأثر الفريق بصورة أو بأخرى.

لم يعد الإداري مُسجِل ملاحظات فحسب، بل له دور أكبر، خاصة في ظل غياب الاختصاصي النفسي أو الاجتماعي.

الاهتمام بصقل مواهب اللاعبين باستمرار أمر حكيم، فهُم الذين يخوضون نزالات الميادين، لكن في المقابل، إهمال التطوير الإداري يؤثر سلباً في مسيرة الفريق مهما كان حجم نجومه وتأثيرهم.

تطوير الإداريين يجب أن يكون أولوية في الوقت الحاضر، لأن وجود الإداري الناجح الواعي يشكل عنصراً مهماً من عناصر النجاح والاستقرار، فمن أكثر الأمور خطورة أن يهرب لاعب موهوب من الفريق بسبب تصرفات إداري لم ينضج بعد.

الأندية المحلية في حاجة إلى اهتمام متزايد بالعمل الإداري والإداريين، فالتطوير الآن، مهم جداً للمستقبل.