الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

ظروف الحياة والعمل.. بعد كورونا

كثيراً ما ترددت هذه المقولة: (إن ما قبل كورونا ليس كما بعده)، من ظروف الحياة والعمل والخطط المستقبلية أغلبها تغيرت بعد الجائحة، ومثال ذلك أنه عندما تفشى الفيروس استمر كثير من الناس بممارسة عملهم، ولكن عن بعد من منازلهم، وهؤلاء يعتبرون محظوظين، لأن هناك مهنٌ فقد فيها كثير من العاملين وظائفهم، ومثال ذلك قطاع المطاعم الذي تلقى ضربة قوية، فتدابير الإغلاق المصاحبة لها، أفقدت الملايين من الأشخاص ما كان يسد حاجاتهم.

لكن مع إعادة فتح البلاد، كان كثيرون يتوقعون عودة الحياة إلى طبيعتها، غير أن ذلك تأخر، فقد ارتفعت نسبة البطالة في الولايات المتحدة مع كثرة طلبات العمل فما الذي حدث؟

بعد حملة التطعيم في أمريكا، بدأت الحياة تعود من جديد، وعادت المتاجر والمطاعم لتفتح أبوابها مرة أخرى بطاقتها الكاملة، لكن الأزمة الكبرى التي تواجه العودة للحياة الطبيعية، هي نقص العمالة التي ترفض العودة للعمل من جديد، بعد أن تم الاستغناء عن الكثيرين منهم، دون مراعاة لأي حقوق أو إنذار مسبق أو تعويضات، ما جعلهم يعانون من هذا الوضع لفترة طويلة.


واليوم بعد عودة الأمور إلى طبيعتها يرفض العمال العودة لسببين، الأول أنهم تعلموا من الجائحة أنه يجب على أصحاب العمل تحسين ظروف العمل عن طريق رفع الرواتب والبدلات، بالإضافة إلى توفير تأمين صحي وتأمين ضد البطالة، أما السبب الثاني فيتمثل في أن العاطلين عن العمل لديهم مخصصات دعم البطالة التي يتحصلون عليها من الحكومة، والتي توفر لهم الحد الأدنى من العيش، وهذا يوفر لهم الوقت الكافي للتفاوض على وضع أفضل من السابق.


وتستمر إعلانات الوظائف الشاغرة دون أن يكون هناك إقبال كبير عليها، وبسبب قلة الطلب أصبحت بعض المطاعم تضطر لرفع الأجور والمميزات لجذب العاملين المميزين، ولكن تسبب هذا الأمر في حملة حمى ارتفاع حادة للأجور في مختلف القطاعات، وأصحاب العمل الذين يشتكون من وضع سوق العمل وقلة الاستجابة، عليهم أن يوضحوا أنهم لا يجدون موظفين مميزين وليس بسبب نقص في العمال.

وقس على هذا الوضع الكثير من الوظائف التي كانت مهمشة ولكنها مهمة مثل الممرضين والممرضات في المستشفيات والسائقين والعاملين في المحال وقطاع السياحة وغيرها، جميعهم كانوا يتحصلون على رواتب ومكافآت متوسطة أو قليلة، وفترة الحظر جعلت الكثيرين منهم يعيدون تقييم أوضاعهم وخططهم المستقبلية، فهل تكون هناك ثورة جديدة على قوانين العمل السابقة في ظل المتغيرات الجديدة؟