الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

في دائرة الخطر

يأتي الموظفون كل صباح إلى المؤسسة الرياضية حسب التوقيتات المعمول بها، فيبصمون ثم يتابعون عملهم. هناك موظفون ليس لديهم مسؤوليات كبيرة أو مهمات حساسة، لذلك، يقضون معظم أوقاتهم في متابعة وسائل التواصل الاجتماعي، أو ينشغلون بالحوارات الجانبية في مقهى المؤسسة أو النادي.

بعد نهاية الدوام، كثيرون لا يعرفون شيئاً عن مؤسساتهم لأنهم غير ملزمين بذلك، منهم موظفو الموارد البشرية.

في عطلة نهاية الأسبوع، يستمتع موظفو الموارد البشرية وغيرهم بإجازاتهم ويخرجون مع عائلاتهم، فليس هناك ما يقلقهم، وهذا حقهم، لكن في المقابل، هناك موظفون لا يعرفون متى ينتهي دوامهم، لأنهم يشتغلون في مواقع لا تهدأ، مثل الإعلاميين والعاملين مع الفرق والمنتخبات.

على سبيل المثال، عندما يذهب المصور العامل في مؤسسة رياضية مع عائلته في جولة نهاية الأسبوع، فإنه يحمل كاميرته معه، لأنه يتوقع تلقي اتصالات في أي وقت لتغطية نشاط رياضي طارئ، لذلك، يبقى جسده في مكان النزهة، وعقله كله في العمل، كذلك يتعرض الإعلامي المحرر أو الصحفي أو المصمم في هذه المؤسسات إلى مثل هذه الأمور.

هناك إعلاميون في المؤسسات الرياضية يسهرون إلى الفجر لإنجاز أعمال كبيرة، لكن لا أحد من موظفي الموارد البشرية يقول شيئاً ما عن هذا الإخلاص، وعندما لا يبصم الساهرون في التوقيت المحدد للدوام الاعتيادي في اليوم التالي، يجدون تنبيهات في «إيميلاتهم» من موظفين كانوا نائمين طوال الليل.

كيف يطلب موظف تقليدي معاقبة موظف مبدع؟ لماذا توضع نصف ساعة تأخير في ملف موظف مجتهد، ولا توضع ساعات كثيرة من العمل خارج أوقات الدوام الرسمي في ملفه الشخصي؟

على موظفي الموارد البشرية في المؤسسات الرياضية كلها فهم طبيعة المكان الذي يعملون فيه، فكل مؤسسة رياضية لها خصوصيتها، وكل إدارة لها برنامج عمل خاص يختلف عن الأخرى، ومن دون تصحيح المفاهيم، سيبقى الموظف المبدع المخلص في دائرة الخطر.