الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

تحورات كورونا.. والسبات العميق

يتملك الاقتصاديين الرعبَُ كلما تطرقوا إلى احتمالية استمرار جائحة كورونا لسنوات أخرى، خصوصاً في ظل تدني نسب التلقيح، وقدرة الوباء على المناورة، فهذا السيناريو المتشائم كفيل بفرض إجراءات قاسية اتخذت في عصور سابقة، لكنها إجراءات تبدو الآن أكثر تعقيداً بسبب ارتفاع أعداد سكان الأرض إلى أكثر من 7 مليارات نسمة، بينما لم تتجاوز أعدادهم زمن الطاعون المليار، كما أن الوباء كان محصوراً حينها في قارة أوروبا وشرق البحر المتوسط.

يهدد بقاء الجائحة بتدمير الناتج المحلي الإجمالي للاقتصادات النامية تحديداً، إذ يتعين على أجيالهم الجديدة الانخراط في حياة منغلقة وخالية من الاتزان النفسي والثبات الانفعالي، وسينشأ الأطفال في بيئات هشة وفقيرة بسبب اضطرار الحكومات إلى الاستمرار في سياسة الإغلاق للأنشطة الاقتصادية، وما ينتج عنها من تردّ في الأوضاع الاجتماعية وفقدان للوظائف.

في ظل تحورات كورونا، تصبح معظم المؤشرات الاقتصادية مهددة بالسبات العميق، باستثناء بعض القطاعات النوعية مثل الصحة والأدوية، والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وبالتالي، ستقفز حاجات التمويل الحكومي إلى 3% من إجمالي الناتج المحلي، وهي زيادة تقدر بأكثر من 67 مليار دولار، فضلاً عن سقوط الملايين في دائرة الفقر.


في الدول العربية، سيصبح رسم معالم المستقبل أمراً حتميّاً، وإذا كان المحتوى التعليمي قبيل الجائحة في أمسّ الحاجة للتطوير لمواكبة سوق العمل، فقد أضيف له الآن عبء التعايش مع كورونا، وباستثناء دول الخليج الغنية تبقى معظم الدول العربية بعيدة عن ثقافة العمل عن بعد، أو قبول فكرة الابتعاد عن المكاتب، بسبب ضعف شبكة الإنترنت، وعدم التحول الإلكتروني للمؤسسات بشكل كامل.