الثلاثاء - 23 أبريل 2024
الثلاثاء - 23 أبريل 2024

حتى لا نقع في المحظور

كيف سيكون حال الرياضة في العالم بعد انتهاء أزمة كورونا، وهل ستغير الجائحة وجه الرياضة وحساباتها وطريقة التعامل معها، أم أن الوضع سيبقى على ما هو عليه والتأثير سيكون وقتياً وسيزول تدريجياً، وسيعود كل شيء إلى ما كان عليه قبل غزو كورونا للأرض.

في هذا السياق ألمح رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم إنفانتينو بأن كرة القدم بعد انتهاء أزمة كورونا لن تكون هي نفس كرة القدم التي عرفها العالم قبل الأزمة، ومع أن رئيس الفيفا لم يكشف عما يقصده بتلك التلميحات ونوع التغير الذي يقصد، إلا أن الجميع على قناعة بأن العالم سيخرج من هذه الأزمة خاسراً دون استثناء، كل دول العالم وفي كل المجالات ستدفع ثمن الجائحة غالياً بل أغلى مما كان يتوقعه أحد، وستحتاج الدول لوقت طويل حتى تتعافى من خسائر الوباء الذي أرهق جميع قطاعات المجتمع دون استثناء.

فهل يقصد إنفانتينو أن كرة القدم ستدفع ثمن ذلك من موارد الرعاية التي ستشح ومقابل حقوق البث التلفزيوني، التي تمثل المورد الرئيسي للأندية والاتحادات، وبالتالي ستكون الانعكاسات واضحة على الأجور التي وصلت لأرقام خيالية، بعد أن أصبح ما يتقاضاه اللاعبون والمدربون من رواتب وامتيازات يفوق الخيال، وبالتالي فإن الأزمة ستكون بمثابة خطوة تصحيحية من شأنها أن تعيد الأمور لحدود الواقعية.

الذي يهمنا من تلك الاستنتاجات وما صاحبها من اجتهادات حول مستقبل الرياضة بعد الانتصار على كورونا، هو ذلك المتمثل في واقعنا الرياضي وهل سيتأثر من الأزمة، أم أن اعتماد رياضتنا بشكل تام على الدعم الحكومي لن يغير شيء من الواقع، إلا إذا اتخذت الحكومة إجراءات تصحيحية حول مستقبل الرياضة بعد كورونا، وهو أمر متوقع ولا بد من إعادة جدولة مستقبل الرياضة في الدولة بعد الأزمة، ورسم خارطة طريق جديدة بحسابات وأرقام وقواعد مختلفة وأكثر واقعية، بعيداً عن المبالغة والتبذير حتى لا نقع في المحظور.

كلمة أخيرة

هناك الكثير من الحسابات التي يجب أن تتغير في قاموس رياضتنا، وهذا هو التوقيت المناسب لترتيب أوراقنا المبعثرة وتصحيح هرمنا الرياضي المقلوب منذ أكثر من 4 عقود.