الشبكة الاجتماعية في البعد الثالث

في الأسبوع الماضي تحدثت عن نية فيسبوك التحول لخدمة ما يسمى بميتافيرس، وهي باختصار عالم افتراضي ثلاثي الأبعاد، حيث إن مارك زوكربيرغ يصف الشبكات الاجتماعية الحالية بما فيها فيسبوك بأنها شبكات ثنائية الأبعاد نتفاعل معها من خلال شاشات الحواسيب والهواتف، وهو يريد تغيير ذلك بإضافة البعد الثالث، وتحويل الشبكة لعالم افتراضي يمكن لأحدنا أن يكون فيه.

فيسبوك تملك البنية التحتية لتحقيق الفكرة وأكثر من 2 بليون مستخدم لخدماتها، فالشركة لديها كذلك مشروع نظارات واقع افتراضي ونظارات أخرى للواقع المحسن، الفرق أن الأولى تحجب الواقع عن المستخدم وتضع الشاشة مباشرة أمام عينه، والثانية هي نظارة تبدو عادية لكنها تعرض معلومات أمام المستخدم دون أن تحجب المنظر أمامه.

كذلك تملك عملة رقمية وكل ما على فيسبوك فعله الآن، هو وضع هذه الأشياء في باقة واحدة يمكن للفرد شراؤها واستخدامها، العالم الافتراضي سيوفر أدوات يمكن استخدامها لصنع أماكن لأغراض مختلفة، مثلاً معرض فني أو متحف أو حتى سفارة دولة، وبدلاً من أن يجتمع الناس من خلال خدمات التخاطب المباشر بالفيديو يمكنهم الاجتماع رقمياً في عالم افتراضي ثلاثي الأبعاد يحاكي الواقع أو يكون خيالياً تماماً.

هناك إمكانات كثيرة لهذه الفكرة لكن يجب ألا تجعلنا ننسى أن الشبكات الاجتماعية في بداياتها تلقت الترحيب المتفائل والمتطلع ذاته لما يمكن أن تقدمه الشبكات من فوائد، والميتافيرس سيقدم إمكانات أكبر للمستخدم وهذا يعني فرصة أكبر لإساءة استخدامها، لذلك لا يمكن تصميم هذه التقنية دون التفكير في هذا الجانب وحماية الناس من إساءات الآخرين.