سفر فائق الجودة

بمجرد وصولك إلى وجهتك السياحية، وما أن تنتهي من إجراءات التسكين في مكان الإقامة.. تجد أمامك غالباً منصة عرض صغيرة، تظهر من جيوبها كتيبات متفاوتة الأحجام عن مناطق الجذب الشهيرة في المنطقة، فتأخذ ما يروق لك منها، وتتوجه فوراً إلى غرفتك.

عند هذه اللحظة تحديداً يتفاوت سلوك السائح المتمرس عن السائح قليل الخبرة، ففي حين يكتفي الأول بإلقاء نظرة سريعة على الكتيبات، واختيار عدد محدود من الأماكن والأنشطة التي تتوافق مع الهدف الأساسي الذي جاء من أجله.. يتجه الثاني إلى إعداد مخطط يزور من خلاله أكبر عدد من الأماكن الموجودة في المدينة، وكأنه في سباق مع الآخرين، وغالباً ما يهمل الأنشطة تماماً، ويصب كل اهتمامه على الزيارات المكوكية السريعة.

أتابع منذ سنتين تقريباً رحالة أمريكي شاب، يهوى ركوب الأمواج، ويسافر مع زوجته التي تشاركه الهواية نفسها إلى مناطق يشتهر سكانها بممارسة هذه الرياضة، وما أن يصلا إلى وجهتهما حتى يتفرغا تماماً لتحقيق الهدف الذي جاءا من أجله.

قد يظن البعض أن هذا النوع من الرحلات ممل، وتتكرر تفاصيله كثيراً.. لكن الأمر ليس كذلك أبداً.. فممارسة هذه الرياضة تحتاج إلى تواصل وتنسيق مسبق مع الأندية الخاصة بها، وعلى هامش المشاركات تقام العديد من الفعاليَّات والأنشطة.. وقبيل المسابقات تنعقد جلسات إحماء، ورفع للياقة البدنية.. وأثناء ذلك يتعارف الجميع في حفلات غداء وعشاء اختيارية، تقام في أجواء مفعمة بالنشاط والحيوية.

ما ذكرته مجرد مثال واحد على نوع مرتفع وفائق الجودة من السفر، وبالتأكيد توجد أمثلة كثيرة أخرى.