السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

ميلاد المبدعين

قرأت مقالاً قبل أيام للكاتب سمير عطالله يتحدث عن احتفال بلدة «كي وست» بفلوريدا الأمريكية بآرنست همنغواي في ذكرى ولادته؛ وهو احتفال سنوي اعتادت بلدته تنظيم مراسمه بطقوس مختلفة، يتسابق إليها سكان البلدة ويستذكر الصغير والكبير الروائي الذي ترك محصلة رائعة من رواياته يتذكرها العالم.

لو أن هذه الفكرة تصبح نهجاً للمدن التي أنجبت عظماء وتنفس على أرضها من كان له باع في الأدب والفن لكانت الثقافة بخير والمبدعون باقين في شرايين الحياة وأوردتها، ولكانت لهم في حاضر المدن صولات وجولات لم ينهيها رحيلهم.

ولو حصرت حديثي عن مبدعين عرب لوجدنا مدناً غربية وعربية تحتفل بهم؛ أتخيّل بوسطن الأمريكية تحتفي بجبران خليل جبران، ونيويورك وبشرّي مدينته اللبنانية، أما إدوارد سعيد لكانت القدس ثم القاهرة ثم نيويورك احتفت بمولده في كرنفال قد يعيده إلى المكان الذي طالما شعر بأنه خارجه.


عبدالرحمن المنيف ستكون عيون الجوى في القصيم ثم عمان التي كتب سيرتها وأحسن وصفها في رواياته مكاناً ملائماً للاحتفال بهذا الأديب السعودي، الذي استهوته جبالها ووشى بأنفاس المدينة وأسرارها.


حبيب الصايغ الأديب الإماراتي الذي غادرنا على غفلة كانت أبوظبي مسقط رأسه لتحتفي بمولده بما يليق بهذا الشاعر الذي تتذكره الإمارات السبع، التي امتلأت بحضوره الشعري والأدبي.

المفدى زكريا شاعر الثورة الجزائرية كانت غرداية لتنشد قصائده وتعلقها على جدران المدينة التي تفتخر به، وكان الجزائريون ليخرجون أفواجاً متوشحين بعلمهم هاتفين بنشيدهم الوطني مستذكرين ذلك الجزائري الذي بقي ذكره وأثره.

سيد البيد محمد الثبيتي الذي تتراقص الطائف طرباً كلما تناغم شعره مع أوتار الليل في تمازج يليق بشاعر الحب والقهوة المرة المستطابة.

يا لعذوبة تلك المدن التي لا تنسى تاريخها، والتي تولد بهجتها من صميم مبدعيها الذين خرجوا من رحمها أوفياء لها باقين كنبراس يقرعه أبناؤها في ليالي البهجة والذكرى.