الثلاثاء - 23 أبريل 2024
الثلاثاء - 23 أبريل 2024

يجب أن نكون كذلك

طالما لا تزال على قيد الحياة فلا تفوتها مطلقاً، بل عشها بكل تفاصيلك وعنفوانك، حتى لو كنت مبالغاً في انفراديتك، عش اللحظة كأنك ملك أو إمبراطور زمانك، فالحياة حينما تغادرك لا تعود، ولأنها لن تعود أبداً فعليك أن تسابق الوقت لتحصل على شكل خاص بك، واجه كل المنحنيات والمنمنمات، وحاول أن تطير بعيداً عن واقعك لتمارس حلماً جديداً، يبدو معلقاً لحين انتهائك مما سبق.

والأجمل من كل ذاك، احرص على ألا تكون في مكان محاط بعدد من الأبواب، وأرجو منك ألا تجعل الأبواب وسيلتك للتخاذل، وتذّكر أنك قادر على إلهام من حولك، وأن البؤس الذي يعيشه من حولنا لن يؤثر على طاقتك المفعمة بخبايا النخيل ورائحة الرمان والليمون.
حينما التفّت السيارة التي كنت أركبها لعدد من المرات، وبدأت أسمع أصواتاً تهمهم حولي، أغمضت عيني وأحاول أن أعيد لعينيّ بصيرتهما، ولكن كل ما أراه الإسعاف والباب مفتوح على مصراعيه، حينها تذكرت في تلك اللحظات الصعبة والقاسية، أن أقول «الحمد لله» لقد حظيت بحياة جميلة، رغم التناقض الكبير الذي أعيشه، كنت عاجزة عن إصلاح الخلل النفسي بداخلي، ولكن في تلك اللحظة الفاصلة، رغم كل الجروح والدم الذي خرج من كل مكان في جسدي، كنت وقتها أشعر بالسعادة، فقد استطعت تحقيق الكثير من الأحلام التي كنت أتمناها في طفولتي، قرأت كتباً كثيرة، زرت دولاً عدة، اشتريت ملابس تليق بي، عشت علاقات عاطفية عظيمة وسيئة وبها الكثير من الخذلان، لكنني الآن لا أهتم مطلقاً، فبداخلي حشد كبير من الأمل.