السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

العودة إلى الحياة

كان اللقاء حميماً للغاية! وكأنه فراق دام لسنوات وهو لم يتعدَّ سوى أيام معدودة.. كنت أعتقد أن العيش بدونه شيء مستحيل، وأن الحياة ستفقد الكثير إن تفارقنا ولو لساعات، وبالرغم من أنني سعدت بلقائه من جديد، إلا أنني اكتشفت أن الأيام يمكن أن تكتسي حلّة ذات رونق مختلف – ليس بالضرورة كئيباً أو رماديّأً كما كنَّا نعتقد – حين نفترق عمّن نحب.

لا أزال أحبه، وأعتبره جزءاً لا يتجزأ من حياتي، هو أول من أراه صباحاً وآخر من تصافحه كفاي مساء، ولي في ذاكرته لحظات جميلة تبعث في روحي السعادة، لكن هذا ليس كل شيء.

فقد وجدت أن الابتعاد عن بعضنا لأيام قد ينعش علاقتنا، ويجعل حياتنا أكثر توازناً، حيث يمكنه أن يأخذ استراحة من طلباتي اليومية والمنهكة له، وأنا يمكنني التفرغ لما كنت أعتقد أنه لا وقت لديَّ لأقوم به.


هكذا عدت لهاتفي بعد عدة أيام من انفصالنا عن بعضنا البعض، حينما اكتشفت أنني قد نسيْته في المنزل عند وصولي لمدينة أخرى، حيث سنقضي عطلة نهاية الأسبوع.


لم يكم خياري أن نفترق، وقد يكون خياراً مربكاً لمن لم يفكر في اتِّخاذه عن سابق تخطيط، لكنه قرار يستحق التنفيذ، وسيكون أكثر فاعليَّة وراحة إن تم بعناية حين تؤجل المهام وتنظم الأوليات، حينها، ستلاحظ أموراً لم تكن تتخيل أنها غائبة عنك، كلون عينيّ أحد أقاربك، أو مدى جمال هيئة شريك حياتك، حتى الطعام ستتمكن من تناوله ساخناً بعد الاستغناء عن أخذ عدد لا حصر له من الصور، ستدرك أنك عُدْت إلى الحياة وأنت على قيد الحياة.